وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، الصحة النفسية، ليست مجرد انعدام الأمراض أو الاضطرابات النفسيّة. بل تعني الحياة التي تتضمّن الرفاهية والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتية بين الأجيال وإمكانات الفرد الفكرية والعاطفية. وتعتبر المنظمة أنّ رفاهية الفرد تشمل القدرة على إدراك قدراته والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع. كثيرة هي العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحتنا النفسيّة، من العوامل الاجتماعية الاقتصادية والبيولوجية والبيئية. وأكثر المخاطر التي تهدّد الصحة النفسية هي عامل الفقر وانخفاض مستوى التعليم. في اليوم العالمي للأسر والذي يصادف في الخامس عشر من مايو، سنشرح في هذا المقال من موقع صحتي دور الأسرة في الحفاظ على الصحة النفسيّة للفرد.
عوامل هدّامة!
ممّا لا شكّ فيه أنّ للوالدين وعلاقتهما ببعضهما البعض وبيئة المنزل دوراً مهمّاً في تنمية الصحة النفسية السليمة لأفراد الأسرة ولاسيّما الأبناء.
تتأثر الصحة النفسيّة بأسلوب التربية في المنزل، والحياة، والنظام، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي للوالدين، كما المستوى التعليمي، وطريقة مواجهة الضغوط والمشاكل لأفراد الأسرة، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية والتواصل بين أفراد الأسرة، والدعم النفسي والاجتماعي بينهم.
وتعتبر النواحي المادية ومدى قدرة الوالدين على توفير احتياجات الأبناء وتعاملهم مع المشاكل المادية عوامل مهمّة في نمو الصحة النفسية للأبناء.
كما أنّ طلاق أو انفصال الوالدين أو غياب أحدهما يؤثر سلباً على الصحة النفسية للأبناء والوالدين على حدّ سواء. ولاسيما عند انتفاء الحوار بين الوالدين والأبناء، وعندما تحدث مشاكل وقضايا بسبب الحضانة والأمور المادية.
التنشئة سيف ذو حدّين!
العنف الأسري والحدّة في تربية الأطفال، والتشدّد في معاملتهم، يؤثّر سلباً على صحّتهم النفسية والعقلية، إذ يجعلهم عرضة للخوف والعجز والفشل، ويقلّل من قدراتهم على مواجهة المواقف الاجتماعيّة، ويخلق لديهم مشكلات عدّة، كالاكتئاب والقلق والكذب، والعزلة والانطواء والسلوك العدواني.
كما أنّ الدلال الزائد يجعل الطفل أكثر تمرّداً وأكثر ميلاً إلى الغضب، ويحرمه من فرص التفاعل الأمثل مع بيئته، إضافة إلى مشاكل أخرى، كضعف الشخصيّة، والخوف والانطواء، والأنانية.
في الخلاصة، كلّما زادت قوة الروابط العائلية لدى الفرد منذ طفولته سوف تزداد احتمالية تكوينه لنفسيّة سليمة، ولذلك تزداد احتمالية انخراط الفرد بالجريمة في مراحل متقدّمة إذا كان من أسرة متفككة.
اقرأوا المزيد عن الصحة النفسية من خلال موقع صحتي:
نصائح كفيلة بتعزيز صحتكم النفسية خلال العمل!
ما رأيك ؟