خلال فترة الصوم، يعمد الجسم الى استهلاك مخزونه من الدهون والكربوهيدرات لتوفير الطاقة الضرورية طيلة النهار، في حين تعمل الكلى على حفظ الماء فيها قدر الإمكان. ونتيجة الصوم لفترة طويلة، يعاني العديد من الأشخاص من الجفاف، ما يؤدي الى الصداع والتعب وصعوبة في التركيز.
كيف يؤثر الصوم في الجسم؟
في حال كنتم تشعرون بالتعب الشديد يرافقه دوار أو صعوبة في التركيز، من المفضل تناول الماء بسرعة، مع القليل من السكر أو الملح. أما في حال أصبتم بالإغماء نتيجة الجفاف، فمن المفضل الاستلقاء على الظهر مع رفع الرجلين، وعند الاستيفاق يجب تناول الماء بسرعة.
كما أن بعض الأشخاص يعتادون على تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي، خصوصاً في الفترة الصباحية، ما يشكّل صعوبة بالنسبة إليهم في البداية، يرافقها صداع وتعب وصعوبة في التركيز. ولكن الجسم يعود ليتأقلم من تلقاء نفسه على غياب الكافيين فيسهل بالتالي تخطي هذه المرحلة.
وفي فترة الصوم أيضاً، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الإمساك، نتيجة نقص الماء والسوائل، لذا فإن محاربة الإمساك تكون من خلال الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف التي تسهّل وظيفة الأمعاء، مثل الحبوب الكاملة، والفواكه والخضار والبقوليات والفواكه المجففة والمكسرات النيئة.
كيف تواجهون الأعراض الجانبية للصوم؟
وبعد انتهاء فترة الصوم، يمكن للجسم أن يستعيد طاقته من خلال الطعام والمشروبات التي يمكن تناولها، ونظراً للفترة الطويلة التي يمضيها الصائم، قد يكون من المناسب تناول الطعام ببطء والبدء بالسوائل التي تعمل على ترطيب الجسم واختيار الاطعمة الغنية بالماء مثل الحساء والفواكه والخضار واللبن والتي لا تحتوي على دهون كثيرة.
ما هي الأطعمة التي يمكن تناولها خلال الصوم؟
تعتبر وجبتا السحور والإفطار العنصرين الأساسيين للحفاظ على طاقة الجسم خلال النهار، وإمداده بالطاقة التي يحتاجها خلال فترة الصوم، لذا من المهم اختيار الأطعمة المناسبة لتفادي الانعكاسات السلبية على الصحة.
الأطعمة المناسبة للإفطار تتوزّع على الشكل التالي:
- المشروبات: الماء، الحليب، العصائر وغيرها فهي تساعد على استعادة الترطيب الذي يحتاجه الجسم بعد الفترة الطويلة من الصوم.
- التمر: تعتبر هذه الفاكهة إحدى أفضل الخيارات بعد الصوم، إذ إنها توفّر للجسم السكر الطبيعي الذي يحتاجه لإمداده بالطاقة وتوفير المعادن الضرورية من بوتاسيوم وماغنيسيوم وغيرها. كما أنها غنية بالألياف. إلى جانب التمر، يمكنكم تناول الفواكه المجففة كالزبيب والمشمش والتين فهي غنية أيضاً بالألياف والعناصر المغذية.
- الفواكه الطازجة: هي أيضاً من بين الخيارات المناسبة للبدء بالإفطار حيث تعتبر غنية جداً بالماء وتساعد على توفير السكر الطبيعي ما يساعد على استعادة ترطيب الجسم والطاقة التي فقدها خلال فترة الصوم. إلى جانب غناها بالفيتامينات المختلفة التي يحتاجها الجسم.
- الحساء: من المناسب أيضاً عند الإفطار تناول طبق من الحساء فهو يعتبر من السوائل المفيدة التي توفّر الترطيب والطاقة للجسم، خصوصاً حساء الدجاج او اللحم، إذ إنه غني بالبروتين.
اما في ما خص وجبة السحور، فالأطعمة المناسبة هي:
- الشوفان: حبوب الشوفان غنية بالفيتامينات والألياف وهي تعتبر مفيدة للوجبة الصباحية، بفضل قدرتها على تعزيز طاقة الجسم لمدة طويلة.
- حبوب الإفطار الغنية بالألياف: غالباً ما تحتوي هذه الحبوب، إلى جانب الألياف، على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الضرورية للجسم. كما أن تناولها مع الحليب يعزز إمداد الجسم بالكالسيوم والفيتامين ب.
- اللبن: من بين العناصر التي يمكن تناولها عند السحور هو اللبن، الذي يوفر الانتعاش للجسم مع الترطيب والفيتامينات والكالسيوم والبروتين، ما يساعد على توفير الطاقة التي يحتاجها الجسم.
- الخبز: ومن المفضل اختيار الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والخالي من السكر، كونه يوفّر نسبة عالية من الألياف. كما يجب تجنّب تناولها مع الأطعمة المالحة والغنية بالسكر.
ما هي الأطعمة التي يجب تجنّبها؟
كما ان بعض الأطعمة تعتبر مناسبة خلال الصوم، ينصح بتفادي انواع أخرى من الأطعمة التي تزيد الشعور بالعطش وتؤدي الى الجفاف في الجسم، ومنها:
- الأطعمة المالحة
- الأطعمة المقلية
- الحلويات
- المشروبات الغنية بالسكر
نصائح لمرضى الأمراض المزمنة خلال الصوم
أما في ما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها، فمن المفضل مراجعة الطبيب المعالج قبل البدء في الصوم للحصول على الإرشادات الضرورية والتمكّن من الإلتزام بالصوم بشكل كامل، من دون الإضرار بصحتهم.
والاهم من ذلك، يجب التنبه الى الكمية المستهلكة من الطعام عند الإفطار والسحور، للحفاظ على الوزن السليم وتفادي زيادة الوزن. كما لا يجب إهمال ممارسة النشاط الرياضي بانتظام لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، للحفاظ على انتظام الدورة الدموية في الجسم ومساعدته على حرق الدهون ومنع تراكمها. وينصح بتجنّب ممارسة التمارين القاسية خلال النهار أي فترة الصوم إذ إنها تؤدي إلى الشعور بالعطش، ويفضّل الاستعاضة عنها ببعض التمارين السهلة والخفيفة بعد الإفطار في الفترة المسائية، مثل المشي. يبقى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن إلى جانب الرياضة الخيار الأمثل لكم في فترة الصوم.
لمزيد من المعلومات حول الصحة في رمضان، طالعوا المواضيع التالية:
هذه الأعشاب تساعدكم على مقاومة العطش في رمضان!
لهذه الاسباب لا تهملوا تناول الفواكه المجففة في رمضان!
للاستعداد لشهر رمضان... لا تتأخروا باتباع هذه النصائح الصحية المهمة!
ما رأيك ؟