إبنك المراهق، ترينه أحياناً هادئاً، ساكناً على وجهه ابتسامة رضى، وفي أحيان أخرى يغضب ويثور حتى أنه قد يفجّر غضبه هذا في وجهك، ويعبّر عن استيائه من تصرفات والديه تجاهه. فالمراهق في هذه الفترة من حياته يحمل في تفكيره ألف سؤال وسؤال حول مستقبله وهويته، كما أنه يشعر بالقلق حيال التغيرات الجذرية التي تظهر عيه من الناحية الجسدية والنفسية على حد سواء.
أسباب غضب المراهق من والديه
يغضب المراهق من والديه لأنه يشعر أنهما لا يفهمان بوضوح الأزمة التي يمر بها، وفي الوقت عينه هما يعتبران أنهما "يعرفان أكثر منه" كيف يجب أن يتصرف، وينكبان عليه بالنصائح والإرشادات، وفي بعض الأحيان الأوامر بشكل مستمر.
عندما تكون الأجواء بين الوالدين متوتّرة، فإن المراهق يشعر بالغضب من الطرفين على حد سواء لأنهما يعرّضان استقراره للتزعزع. أما إذا شعر بأن أحد الطرفين مظلوم، فإنه يتعاطف معه ويثور غضباً في وجه الطرف الآخر.
من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى غضب ابنك المراهق، مقارنته بأشقائه أو بأحد أقرانه. إضافة إلى ذلك، هو يثور غضباً إذا تكلم والداه عن أصدقائه بأسلوب سلبي، فرفاقه هم أقرب الناس إلى قلبه في هذه الفترة لأنهم يفهمونه تماماً ويمرون في نفس المرحلة ولديهم نفس الهموم والأفكار.
من الطبيعي أن يمر المراهق ايضاً في فترات يسودها الشعور بالاكتئاب، وهنا إذا تدخّل أحد والديه لحل المشكلة، يعتبر المراهق ذلك بمثابة التشكيك بقدراته على حل مشاكله بدلاً من الثقة التي يطلبها من والديه، فيزيد ذلك من الشعور بالغضب تجاههما.
أضف إلى ذلك، إذا كان الأهل يشددون الراقبة على المراهق ويتدخلون في كل شاردة وواردة في حياته، فإن ذلك من شأنه أن يرفع درجة الغضب لديه إلى أقصى الحدود.
نصائح للتعامل مع المراهق العصبي
النقاش والحوار السلمي والراقي بين الأهل وابنهم المراهق هو أمر أساسي، فمن الضروري أن يعرف ابنك أن تدخلك في تفاصيل حياته ليس حشرية، بل لأنك تريدين الإطلاع على مستجدات حياته لتساندينه متى احتاجك.
لا تستعملي معه صيغة الأمر، ولا تشعريه أنك في موقع السيطرة في حياته، بل ساعديه ليثق بك وبنفسه ليحل مشاكله بسلاسة ويجتاز هذه المرحلة العمرية بسلام.
المزيد عن أزمات المراهقة في هذه الروابط:
لهذه الأسباب يتعمّد بعض المراهقين إيذاء أنفسهم
ما رأيك ؟