المراهقة هي المرحلة الإنتقالية التي يختبر فيها الإنسان العديد من المشاعر الجديدة، لا سيما مشاعر الانجذاب إلى الجنس الآخر والحب، كما أنه يكون بحاجة إلى الشعور بالاستقرار العاطفي ضمن حياته الأسرية. في هذه المرحلة من الممكن أن تكتشفي انخراط ابنك أو ابنتك في سن المراهقة في علاقة عاطفية، ومن الممكن أيضاً أن تكون هذه العلاقات مخيبة للآمال وأن تولّد اضطراباً عاطفياً لدى المراهقين.
والإضطرابات العاطفية ممكن أن يعاني منها المراهقون أيضاً بسبب الأجواء العائلية غير المستقرة. في السطور التالية سوف نتناول وإياك أسباب هذه الإضطرابات وكيفية التعامل معها.
اضطرابات العلاقات العاطفية
في هذه المرحلة العمرية يختبر المراهق الشعور بالحب للمرة الأولى، لا بل أنهم لا يعرفون غالباً التفريق بين الشعور بالإعجاب وابانجذاب والشعور بالحب الحقيقي. لذلك فإن معظم علاقات الحب التي تبدأ في المراهقة تنتهي سريعاً. وفشل هذه العلاقات يمكن أن يكون بسبب رفض الطرف الآخر، أو الحب من طرف واحد، أو غير ذلك من الظروف التي يختبرها المراهقون في هذه الفترة من حياتهم. والجدير بالذكر أن الفشل العاطفي من الممكن أن يتسبب بالاضطرابات العاطفية التي ترافق المراهق لفترات طويلة من حياته إذا لم يتم التعامل معها بشكل تربوي صحيح.
من هنا فإن بناء علاقة صداقة جيدة مع ابنك أو ابنتك في سن المراهقة هي ضرورية لتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين وتحفيز المراهق على إعلام والديه بكل ما يمر فيه من تطورات ومستجدات على الصعيد العاطفي، على أن يكون الوالدان منفتحين مستعدين لمواكبة هذه التطوّرات وتقديم النصائح المفيدة.
الإضطرابات العاطفية العائلية
وغالباً ما يصاب بها المراهقون الذين يعيشون في عائلات تعاني من انفصال الوالدين أو كثرة الخلافات بينهما.
هذه المشاكل من شأنها أن تولد مشاعر الحزن والاكتئاب عند المراهق وقلة الثقة بالنفس وبالعائلة، كما أنها تعطيه صورة مغلوطة عن الحب والعلاقات العاطفية وعن أسس تكوين الأسرة، مما يؤثر بطريقة سلبية على حياته الزوجية في المستقبل.
لذلك فإن حالات الإنفصال يجب أن يرافقها توجيه خاص للمراهقين من قبل الوالدين اللذين من الضروري أن يفصلا مشاكلهما عن تربية الأولاد، والاستعانة بالاختصاصيين النفسيين إذا لزم الأمر.
المزيد حول تربية المراهقين في ما يلي:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما رأيك ؟