يفتقد الكثير من الأهل إلى الاسلوب الصحيح لتوصيل المعارف الضرورية إلى المراهقين حول الجنس. من هذا المنطلق، يصبح الجنس عند المراهقين كحالة من الغموض والقلق والتخبط، ما يجعله أسير تصورات خاطئة حول الدافع الجنسي ووظيفته الاجتماعية، في علاقته مع جسده أو في طريقة تفكيره. وهنا، تلعب الأسرة والبيئة دوراً كبيراً في تنمية هذه التصورات الجنسية الخاطئة، وأن البيئة المتشددة والمبالغة في صورتها المحافظة، تنتج مثل هذه التصورات.
أفكار مسبقة خاطئة
أولاً، الجنس بالنسبة للمراهق يُعتبر سرّياً وغامضاً. فالأهل يطلبون أحياناً من أولادهم الذهاب إلى مكان آخر عندما يكون هناك حديث عن الجنس، أو يخفضون أصواتهم. إذاً، المشكلة هي أنّ الثقافة الجنسية مبنيّة على التلميح لا التصريح. لكن، طبعا لا يجب اللجوء إلى العلنية الفاضحة، إنما يجب وضع لهذه السرية حدود، لأنها تزيد من فضول المراهق لمعرفة خباياها.
ثانياً، قد يعتبر بعض المراهقين أنّ الجنس شيء مبتذل،لأنّ الناس تقوم به في الخفية وبعيدا عن عيون الناس. وهكذا، يعتبره المراهق تجاوزاً للقوانين الإجتماعية والأخلاقية، أو حالة من الابتذال ينبغي على كل شخص مهذب ألا ينزلق لممارستها. هنا يجب إعلام المراهق بأنّ الجنس متعة طبيعية وشرعية لكن يجب أن تمارس ضمن شروط ونظم ومعايير، ويترتب عنها مسؤوليات.
ثالثاً، يعتبر المراهق أنّ اللذة الجنسية هي أشبه بالوصول إلى هدف ثمين. وهكذا، يحاول المراهق أن يغتنم الفرصة الأقرب لمغازلة فتاة جميلة مارّة، أو لمشاهدة مشهد مليء بالقبلات الحارة في فيلم ما، أو مشاهدة فيلم خليع، أو حتى الحصول على صور فاضحة. كلّ هذه الأشياء طبعاً تضر بسلوكه وتفكيره ورؤيته للعلاقة الجنسية.
رابعاً، يرتبط الجنس أحياناً بمفهوم الرجولة، والذين يطبعون هذه الفكرة الأكثر هم الأصدقاء، الذين يظهرون للآخرين أنهم أصبحوا رجالا لأنهم قبّلوا فتاة، أو مارسوا الجنس معها. فيشعر المراهق بضعف وأنه لم يصل إلى النضوج، ويعتقد أنه لكي يكون له مكانة في المجتمع وبين الرجال عليه أن يمارس الجنس. وهنا دور الاهل والاخوة في التوجيه والارشاد حول عمق العلاقة الحميمة وأبعادها.
ما رأيك ؟