يمكن أن تؤثر نوبات التوتر العصبي على الصحة الجسدية والعقلية، وقد تكون تأثيراتها قصيرة وطويلة المدى على كل من العقل والجسم. وفي حين أن العديد من الناس يعرفون آثار القلق على الصحة العقلية، إلا أن عددا أقل من الناس يدركون الآثار الجانبية الجسدية لنوبات التوتر العصبي.
يمكن أن يكون لنوبات التوتر تأثير كبير على الجسم، وتكرارها على المدى الطويل يزيد من خطر الإصابة بالحالات الجسدية المزمنة. إذ يشتبه المجتمع الطبي في أن نوبات التوتر العصبي تتطور في اللوزة الدماغية، وهي منطقة من الدماغ تدير الاستجابات العاطفية.
وعندما يصبح الشخص قلقا أو مرهقا أو خائفا، يرسل الدماغ إشارات إلى أجزاء أخرى من الجسم. تشير هذه الإشارات إلى أن الجسم يجب أن يستعد للقتال أو الفرار. فيستجيب الجسم، على سبيل المثال، عن طريق إطلاق الأدرينالين والكورتيزول، والتي يصفها الكثيرون بأنها هرمونات الإجهاد.
تجدر الإشارة إلى أن استجابة القتال أو الهروب مفيدة عند مواجهة شخص عدواني، ولكنها أقل فائدة عند الذهاب إلى مقابلة عمل أو تقديم عرض تقديمي. كما أنه ليس أمرا صحيا أن تستمر هذه الاستجابة على المدى الطويل.
تأثير نوبات التوتر العصبي على جسم الانسان
خلال فترات القلق قد يصبح تنفس الشخص سريعا وزلقا، وهو ما يسمى بفرط التنفس. يسمح فرط التنفس للرئتين باستيعاب المزيد من الأكسجين ونقله حول الجسم بسرعة. وبالتالي يساعد الأكسجين الإضافي الجسم على الاستعداد للقتال أو الفرار. كما أن فرط التنفس يمكن أن يجعل الناس يشعرون أنهم لا يحصلون على كمية كافية من الأكسجين وقد يلهثون من أجل التنفس، مما يمكن أن يؤدي ذلك الدوخة والشعور بالإغماء والتنميل والضعف بشكل عام.
في سياق متصل، يمكن أن تسبب نوبات التوتر العصبي تغييرات في معدل ضربات القلب والدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية مما يؤثر على درجة حرارة الجسم. غالبا ما يعاني الأشخاص من الهبات الساخنة نتيجة لتضيق الأوعية. وردا على ذلك، يبدأ الجسم بالتعرق كثيرا ليبرد نفسه، فيواجه الشخص صعوبة في التأقلم بين الأمرين ليشعر لاحقا بالضعف والتعب.
لقراءة المزيد عن الصحة النفسية:
4 مراحل لعلاج الصدمة النفسية واسترداد الحياة الطبيعية
ما رأيك ؟