يحتاج المراهق في هذه المرحلة الدقيقة من عمره إلى أن يكون محاطاً بالعاطفة والحبّ خصوصاً من الأهل ذلك ليشعر بأنهم يقفون إلى جانبه خلال كلّ الصعوبات التي يواجهها ويفهمونه في هذه المرحلة الصعبة من حياته. إلّا أن بعض المراهقين يعانون من الفراغ العاطفي في هذه المرحلة ما قد يؤثّر بشكل كبير على صحته النفسية.
ما هي أسباب الفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة؟
اضطراب العلاقة مع الأهل
إن أبرز أسباب الفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة تكون بسبب اضطراب العلاقة من الناحية العاطفية بين الأهل والمراهق. فالأهل المنشغلين بأمور أخرى في الحياة مثل أعمالهم ووظائفهم، لا يمنحون المراهق الاهتمام والعاطفة التي يحتاجها لتنمية شخصيته وتجاوز الصعوبات التي يمرّ بها خلال هذه الفترة المتقلّبة من حياته. ويمكن ان نفسّر اضطراب العلاقة بين الأهل والمراهق والتي تسبب الفراغ العاطفي بأنها نوع من انقطاع التواصل بين الطرفين بحيث يقتصر دور الأهل فقط على المعاقبة والتأنيب.
التمييز بين الإخوة
إن التمييز بين الإخوة والتفرقة بينهم يسبب فراغاً عاطفياً كبيراً في مرحلة المراهقة. فالمراهق يشعر بنوع من الاضطهاد بين أفراد عائلته وبأنه غير مرغوب فيه خصوصاً لناحية إنجازاته التي لا تلقى أيّ تقديرٍ. هذا بالإضافة إلى نشوء الغيرة بينه وبين اخوته ما يتسبب بمشاكل كبيرة لاحقاً على صحتهم النفسية والاجتماعية على السواء.
انفصال الأهل
إن الإنفصال بين الأهل يضع المراهق أمام فراغ عاطفي كبير بحيث يتلهى كلّ منهم بمشاكله وحياته الخاصة غير آبهين لصحة وسلامة المراهق النفسية. أو قد يكون الاهتمام العاطفي مقتصرٌ فقط على طرف واحد من الأهل في حين أنه بحاجة لعاطفة الطرف الآخر لسدّ ذلك الفراغ العاطفي.
ما هي الآثار السلبية للفراغ العاطفي؟
- يسبّب الفراغ العاطفي نوعاً من الكآبة، الحزن المستمرّ والتشاؤم في مرحلة المراهقة كما انه يؤدي إلى الشرود الذهني وأحلام اليقظة.
- بالإضافة إلى ذلك قد يشعر المراهق برغبة في الانعزال، أو الانجرار إلى بعض الآفات الاجتماعية مثل تعاطي المخدرات وشرب الكحول.
- أيضاً الهروب من المنزل، الصراخ بوجه الأهل، تراجع العلامات المدرسية، تكسير بعض الأشياء في المنزل وعدم المشاركة في نشاطات العائلة.
- الوقوع في حبّ رجل أو امرأة تكبرهم سناً بهدف تعويض الفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة.
بعض النصائح لتجنّب الفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة
- حرص الأهل على عدم التمييز والتفرقة بين أولادهم وذلك منذ سنوات الطفولة الأولى.
- تخصيص بعض الوقت للاهتمام بأطفالهم ومنحهم الحبّ والحنان على الرغم من أشغالهم، فاتصال واحد خلال اليوم للاطمئنان عليهم والتعبير عن حبّهم لهم هو كفيل بجعل المراهقين يشعرون بوجود أهلهم إلى جانبهم وبدعمهم لهم.
- استشارة الطبيب النفسي إذا كانت الآثار السلبية مبالغ بها والخضوع لعلاج مشترك بين الاهل. والمراهق ما يساعد على التخلّص من الفراغ العاطفي في مرحلة المراهقة.
لقراءة المزيد عن فترة المراهقة إضغطوا على الروابط التالية:
ما رأيك ؟