يرزح المواطن اللبناني تحت أثقالٍ عدّة يُعتبر الفقر أحد أسبابها الرّئيسة، نتيجة الوضع الإقتصادي الذي تواجهه البلاد والتّعقيدات السياسيّة التي تنعكس سلباً على مُختلف الصّعد. ونتيجة ذلك، بات أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خطّ الفقر بحيث أضحى المواطن يُصارع من أجل لقمة عيشه كي يكفي عائلته ويؤمّن لأفرادها احتياجاتهم الضروريّة.
هذه الحالة المُزرية لا بدّ أن تنعكس بدورها على الوضع الإجتماعي بعدّة أوجه، يُمثّل الإنتحار أحدها؛ إذ شهد لبنان 3 حالات إنتحارٍ في غضون أيّامٍ قليلة مع عدّة مُحاولاتٍ أخرى.
نكشف في هذا الموضوع من موقع صحتي أبرز الأسباب التي قد تدفع إلى الإنتحار وما إذا كانت هناك من طرقٍ تُساعد على علاج هذه الحالة.
ما الذي يدفع الفرد إلى الإنتحار؟
إنّ معرفة الأسباب التي قد تؤدّي إلى الإنتحار قد تُساعد على الحدّ منها من خلال السّيطرة على المُسبّبات. نُعدّد في ما يلي مجموعةً من العوامل التي تؤدّي إلى اضطراباتٍ نفسيّةٍ وبالتالي قد توصل إلى الإنتحار:
- الإصابة بأمراضٍ نفسيّة:
إنّ الإصابة بأمراضٍ أو اضطراباتٍ نفسيّةٍ تزيد من احتمال الإنتحار. ومن أبرز هذه الأمراض الإكتئاب الذي يؤدّي إلى تعكّر المزاج والتّعب العام وفقدان الإهتمام بالأشياء المُحيطة بالإضافة إلى فقدان الأمل؛ ما يُعتبر سبباً هاماً لجعل المُصاب بالإكتئاب أكثر عرضةً لمُحاولة الإنتحار.
- الوضع الإقتصادي:
المُعاناة من أوضاع اقتصاديّةٍ سيّئة وتراكم الدّيون يزيد من التّفكير بالإنتحار، خصوصاً مع الإجهاد والضّغوط النفسيّة.
- البطالة:
قد تنتاب بعض العاطلين عن العمل مشاعر سلبيّة بالإضافة إلى انعزالهم عن المُجتمع مع مُحاولة إيجاد عملٍ براتبٍ يُغطّي الدّيون المُتراكمة على العائلة؛ فكلّ ذلك يؤدّي إلى شعورهم بأنّهم أقلّ كفاءة من غيرهم فيُفكّرون بالإنتحار.
- العزلة الإجتماعيّة والوحدة:
إنّ المُنعزل اجتماعيّاً عادةً ما يكون سلبيّاً وبمزاجٍ سيّء معظم الوقت خصوصاً إذا ترافق ذلك مع قلّة الثقة بالذات، وبالتّالي يكون هذا الشّخص أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسيّةٍ قد تدفعه إلى الإنتحار.
- تناول بعض الادوية:
يُمكن أن يؤدّي تناول بعض أنواع الأدوية مثل مُضادات الإكتئاب إلى مُحاولة الإنتحار.
- الجينات:
تلعب الجينات دوراً هاماً في التّفكير بالإنتحار؛ حيث أنّها قد تؤثّر على الحالة النفسيّة وتجعل الشّخص أكثر عرضة للإنتحار.
كيف يُمكن الحدّ من الإنتحار؟
يُمكن الحدّ من الإنتحار عن طريق تسليط الضّوء على الأسباب والعوامل المُساعِدة، والمُساهمة في علاجها.
- علاج الحالات النفسيّة:
يتهاون البعض مع الحالات النفسيّة وقد لا يُعيرونها أيّ اهتمامٍ إلا أنّها تبدأ بأعراضٍ بسيطةٍ وقد تتحوّل إلى اكتئابٍ وحالاتٍ أشدّ تعقيداً؛ ما يؤسّس للأفكار الإنتحاريّة.
- تأسيس شبكة دعم خاصة:
يُنصح بأن يتمّ تأسيس شبكة دعمٍ خاصّةٍ بكلّ فرد تسمح له بالتواصل والإنفتاح مع أشخاصٍ يثق بهم ويُمكن أن يُشاركهم كلّ الأفكار التي قد تخطر في باله، خصوصاً عند مواجهة ظروفٍ صعبةٍ ومشاعر سلبيّة.
- التوعية:
تلعب التوعية دوراً أساسياً في الوقاية والحدّ من الإنتحار، وتعتمد على التوجّه لأوسع شريحةٍ من المجتمع والتعمّق بالأسباب التي قد تدفع إلى هذا التصرّف مع ضرورة إيلاء أهمّيةٍ خاصةٍ للمشاعر السلبيّة التي تُسيطر على الفرد من دون التّقليل من أهمّيتها أبداً. ويُمكن التوعية أيضاً على ما قد يُخلّفه الإنتحار من نتائج سلبيّة على عائلة الفرد.
يبقى من الضّروري الإهتمام بجميع الذين قد يكونون عرضة للمشاعر السلبيّة أو الذين يعيشون ظروفاً صعبة واحتضانهم لتقليل فرص تفكيرهم بالإنتحار، مع أهمّية عدم إهمال مَن يُخفون مشاعرهم ويدفنون أفكاراً قد تُدمّرهم وتُدمّر مَن حولهم.
معلومات اضافية عن الانتحار في المواضيع التالية:
ما رأيك ؟