كان لدى سيجموند فرويد نظرية تقول إن الناس يضحكون غالبا بسبب الشعور بالتفوق. وكبالغين يمكننا أن نضحك على جميع أنواع الأشياء مثل الفكاهة الهزلية، نكتة مضحكة، شيء غير متوقع، أو حتى حوادث لا يجب أن نضحك عنها. ولكن لماذا يفعل الطفل الرضيع ذلك؟
شيء واحد مثير للاهتمام هو أن الطفل الرضيع لا يضحك جراء عملية التحفيز وحدها، وإنما يجب أن يرافقه شخص آخر بالضحك أيضا. إذ يبدو أن الطفل لا يجد مجرد الإحساس الجسدي بدغدغة أو رؤية شيء يختفي ويعاود الظهور، أمر مضحك فعلا. وإنما مشاركة الشخص الآخر وتبادل الضحك معه هو ما يجعل الحركات التي يقوم بها الأهل مضحكة للطفل.
الطفل الرضيع لماذا يضحك؟
تشير الدراسات العلمية إلى أن الضحك شيء اجتماعي للغاية، بحيث قد يجدنا الأطفال مضحكون حتى لو كانوا صغارا جدا لفهم سبب مضحكتنا. كما يعتقد بعض الأطباء أن الأطفال يبتسمون في الغالب ويضحكون بدافع الحاجة إلى الارتباط والاختلاط مع الآخرين من حولهم. سيكون ذلك منطقيا، حيث أننا حتى كبالغين نميل إلى الضحك مع الآخرين أكثر مما لو كنا وحدنا.
حتى عند البالغين، نضحك أحيانا على النكات التي لا نفهمها أو نجدها مضحكة فقط لتتناسب مع مجموعتنا الاجتماعية، ويمكن للأطفال القيام بنفس الشيء
في سياق متصل، توصل باحثون آخرون إلى استنتاجات أخرى تفيد بأن ضحكة الطفل هي في الواقع استجابة للخوف وعدم اليقين. ليس من غير المألوف أن يضحك الطفل بعد أن يواجه شيئا غير عادي أو مفاجئ. فالطرق الأكثر شيوعا لجعل الطفل يضحك هي لعب البيكابو، إلقائه في الهواء ثم التقاطه، الدغدغة، عندما يتظاهر أحد الوالدين بضرب نفسه أو السقوط، الدوران ثم توقف فجأة، الضجيج العالى أو ضحك الوادين.
كل هذه الأشياء المذكورة أعلاه تنطوي على تراكم التشويق ثم المفاجأة. يضحك الأطفال في الغالب كطريقة لتخفيف التوتر عندما يحدث شيء لا يفهمونه، مثل شكل من أشكال تخفيف التوتر تقريبا. فمن منظور الطفل، يمكن أن يشعرهم أي موقف غريب بنوع من التهديد أثناء حدوثه.
وقد يفسر هذا الأمر أيضا سبب قدرة الأطفال على التحول فجأة من الضحك إلى البكاء، والعودة في ثوان معدودة إلى الضحك مرة أخرى. هناك خط رفيع بين شيء مفاجئ إيجابي وحركة صادمة سلبية.
لقراءة المزيد عن تربية الأطفال:
4 نشاطات مسلية للأطفال يمكن تطبيقها في المنزل
ما رأيك ؟