تقلق الأمّ حين يمسك طفلها القلم باليد اليسرى، خوفًا من أن يصبح أعسر، فتعمل جاهدة لتجعله يمينياً. ومن الاعتقادات الخاطئة أنّ استعمال اليد اليسرى غير مستحب أو أنه يؤثر في صحّة القلب أو أنه مؤشر لأنّ الطفل أقلّ ذكاءً من أقرانه.
الأسباب
من المعلوم أنّ ٩٠٪ من الناس يستعملون اليد اليمنى و ١٠٪ فقط يولدون عسراً. إنّ أسباب العسر أوّلها وراثي، فهناك احتمال ١٥٪ أن يولد الطفل أعسر إذا كان أحد الوالدين أعسر. وتزيد النسبة إلى ٢٥٪ إذا كان كلا الوالدين أعسر، فتشكل نسبة الأطفال العسر ١٠٪ في المجتمع. كما أنّ لوضع الجنين في رحم الأم له دور. فإذا كان موضعه طوال شهور الحمل في الجهة اليسرى في رحم الأم قد يولد الطفل أعسر، لكن هذا ليس مؤكداً. وهناك عوامل أخرى نادرة عندما تحدث مشكلة في تكوين الدماغ، إذ أنه خلال تكوّن الجنين، إذا تعرضت الجهة اليسرى من الدماغ لعطب، فمن المؤكد أن يولد الطفل أعسر.
اكتشفوا كل مميزات الشخص الاعسر عبر هذا الرابط
التعامل مع الطفل الأعسر
عندما يبدأ الطفل بإدراك الأشياء حوله، لا يهتم ما إذا كان عليه استعمال يده اليمنى أو اليسرى، وهذا طبيعي لأن الطفل قبل السنتين يبدأ باكتشاف حاسة اللمس لديه ويريد أن يكتشف كل ما تقع عليه يداه، فيبدأ بتنسيق حركة جسمه تبعًا لرغبته في الاكتشاف من دون أن يحصل تمركز في الحركة. وبعد السنة الثالثة يبدأ ظهور علامات تحوّل الاستعداد الحركي نحو أحد الشقين، الأيسر أو الأيمن من جسمه. لذا على الأم أن تترك لطفلها حريّة التبديل في استعمال يديه، لا تحاول أن تعارض ميوله الطبيعية، وعليها أن تتركه يحدد بنفسه اليد التي يستعملها أكثر. عموماً، قبل الثالثة يصعب الحكم ما إذا كان الطفل أعسر أم أيمن وأحيانًا لا يثبت هذا الأمر إلا عند بلوغ العاشرة.
كون الطفل أعسر لا يشكّل مشكلة، ولا سبب لمنعه من أن يكون أعسر. صحيح أن المحيط الاجتماعي والأشياء التي نستعملها في حياتنا اليومية مصممة لليمّن، لكن الطفل الأعسر يتكيف مع هذا المحيط من دون أن يسبب له ذلك مشكلة. ولمساعدته في التعلّم على الأهل أن يختاروا له الأدوات المصممة للطفل الأعسر.وقد يستغرق تعلّمه الكتابة وقتًا أطول من قرينه الأيمن. لذا لا يجوز استعجاله بل مساعدته، ويمكن تعليم أوضاع الكتابة عن طريق اللعب، وجعله يدرك أي وضع يناسبه.
ما رأيك ؟