اضطراب الإنفصال عن الواقع هو أحد الأمراض النفسية الخطيرة، بحيث يشعر المريض المصاب به بالغربة عن نفسه وعن محيطه، ما يمكن أن يسبب له صعوبات كثيرة في ممارسة حياته الطبيعية، كما وأن يضعه في وضعيات خطيرة. فما هي أسبابه وأعراضه؟ وهل من علاج؟
تعريف اضطراب الإنفصال عن الواقع
إن المصاب باضطراب الإنفصال عن الواقع أو تبدد الشخصية Depersonalization يشعر على الدوام أنه يراقب نفسه من خارج جسمه، وبأن كل ما يحيط به ليس حقيقياً. وذلك لا شك شعور مزعج وواقع صعب، فليس من السهل على الإنسان أن يشعر طوال الوقت أنه يعيش في حلم.
كثر من الناس مروا في هذه المشكلة في مرحلة معينة من حياتهم، ولكن المشكلة تظهر عندما تطول الفترة الزمنية للمشكلة التي تتحوّل إلى حالة مرَضية مزمنة، فلا يعود الإنسان يشعر بأي ارتباط له بالواقع مما يؤثر بشكل كبير على أدائهم العائلي والإجتماعي والعملي، وعلى مختلف نواحي الحياة.
أسبابه
يحصل اضطراب الإنفصال عن الواقع نتيجة حدوث خلل في جزء معيّن من الدماغ، وهذا الجزء هو المسؤول عن الوعي والقلقل والإدراك للواقع لدى الإنسان، كما أنه يمكن أيضاً أن يكون بسبب بعض العوامل المرتبطة بالتربية وبالبيئة المحيطة بالشخص نذكر منها نشأة الطفل مع والدين أحدهما مصاب باضطراب نفسي مشابه مما يعرّضه إلى ضغوط نفسية شديدة، أو الصدمات التي يمكن أن يعاني منها الشخص في مرحلة الطفولة عند فقدان شخص عزيز على قلبه، أو تعرّضه لحادث قوي، أو بسبب التعنيف المنزلي، أو الإضطهاد من أي نوع كان.
أعراضه
يشعر المريض باضطراب الإنفصال عن الواقع بالانزعاج الشديد والمستمر من هذه الحالة، فشخصيته مبدَّدة، وهو يعرف عند حصول النوبة بأن إحساس الإنفصال لديه ليس واقعياً ولكنه لا يستطيع تقويمه. وهذه النوبات تؤدي إلى تعرّضه للعديد من المواقف الصعبة في الدراسة، العمل، الحياة العائلية أو العملية.
ومن ناحية أخرى، يشعر المريض أن أحاسيسه مراقبة من الخارج، أنه غير قادر على التحكم بحركاته وأن جسمه أو أجزاء منه تطفو في الهواء. وفي بعض الأحيان يشعر المريض بأنه غير قادر على التحكم بحركته ونطقه، كأنه يعيش ضمن قصة خيالية أو فيلم. النفور من المحيط وانعدام المشاعر، عدم القدرة على تحديد المكان والزمان بشكل صحيح ودقيق، وعدم التفاعل مع البيئة المحيطة به.
هل من علاج؟
في أغلب الأحيان يكون العلاج مرتكزاً على التوجيه والإرشاد، المخاطبة والتحدث، كما من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى عدد من الأدوية للتخفيف من قلق المريض ومساعدته على تقبل العلاج النفسي.
إقرئي المزيد حول الإضطرابات النفسية:
العلاج النفسي... الحلّ الأمثل لتخطّي إضطراب ما بعد الصدمة!
ما رأيك ؟