قبل انتشار التقنيات الحديثة والمتطوّرة للكشف على الجنين داخل رحم الأم ومراقبة نموه، كان الإعتقاد سائداً أن جميع الأجنة يتطوّرون بالمعدل نفسه في الأسابيع الأولى للحمل، وأن المراقبة يجب أن تبدأ مع بداية النصف الثاني من الأشهر التسعة للحمل.
ولكن الدراسات الحديثة نفت هذه الإعتقادات بشكل قاطع، وذلك نتيجة لمراقبة الصور الفوق الصوتية لآلاف من الأجنة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والنتائج أظهرت الاختلافات في معدلات النمو بينهم، وأن التأخر في النمو خلال الثلث الأول من الحمل يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على صحة المولود (إلا إذا كان صغر حجم المولود مرتبطاً ببنيته الطبيعية والوراثية).
ومن الممكن أن يؤدي إلى عدم توازن الصبغيات عند الجنين، وإصابته بمتلازمة داون Down Syndrome أو التثلث الصبغي 18 أي Edwards Syndrome، ما يعني أن المولود من الممكن أن يعاني من تشوهات خلقية، مشاكل صحية أو مشاكل في الجهاز العصبي أو تلف دماغي.
كيفية تحديد تأخر النمو عند الجنين
التأخر في النمو يتم اكتشافه من خلال مراقبة حجم الجنين ومقارنته مع المعدّل العام لحجم الأجنة في هذه الفترة من الحمل. أما عمر الحمل، فيقوم الطبيب بتحديده ابتداءً من اليوم الأول لآخر دورة الشهرية للأم قبل حدوث الحمل.
لكن وبما أن الدورة الشهرية لا تكون منتظمة عند بعض النساء، لا يمكن التأكد من موعد الإباضة، لذلك يلجأ الطبيب إلى قياس القطر الخاص بكيس الحمل، أو إلى الطريقة الأدق في تحديد عمر الجنين، والتي تقوم على قياس طوله. والجدير بالذكر أن الوقت الأمثل لقياس طول الجنين هو بين الأسبوع السادس والأسبوع العاشر من الحمل لأن هذه المرحلة لا تشهد الكثير من التغيّرات بالنسبة إلى حجم الجنين بل تتضمّن تغيّرات في طبيعته، مع العلم أن النمو الفعلي للجنين يبدأ بالظهور بين الأسبوعين التاسع والعاشر.
ما هي أسباب التأخر في نمو الجنين؟
هناك أسباب خاصة بصحة الأم، وزنها وطولها، كونها مدخنة أو تشرب الكحول، أو تتناول العقاقير العلاجية من دون مراجعة الطبيب، أو تعاني من الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم، السكر وغيرها، أو أمراض القلب والكلى والرئتين أو نقص المناعة.
من جهة ثانية ممكن أن تكون الأسباب مرتبطة بالجنين، بدءاً من اضطرابات الكروموزومات لديه، وصولاً إلى التغذية المشيمية التي يتلقاها الجنين، والتي تؤثر على تكوّن الشرايين لديه.
في حال اكتشاف التأخر في النمو في الأسابيع الأولى للحمل، على الطبيب مراقبة تطوّر الجنين عن قرب، لأن استمرار تأخر النمو من الممكن أن يؤدي إلى الإجهاض، أو إلى الولادة المبكرة مع ما يرافقها من مخاطر على حياة المولود، وما يمكن أن تسببه من مشاكل صحية وعصبية وعقلية في المستقبل.
هل من علاج؟
من الممكن تحسين وضع الجنين بحسب سبب تأخر النمو، ولكن من المفيد أن تتناول الأم الأغذية الصحية لتصل الفيتامينات اللازمة إليه، كما وأن تستريح لفترة في الفراش لتحسين معدّل دوران الجنين وتحركه.
المزيد حول موضوع نمو الجنين خلال الحمل في الروابط التالية:
د. جهاد شلوحي: جراحة الجنين تسمح للمتخصّصين التدخل في وقت مبكر من الحمل!
ما رأيك ؟