يمضي الجنين تسعة أشهر داخل رحم والدته حيث ينمو ويستعد للخروج إلى الحياة، وهو في هذه الفترة يكون من دون شك بحاجة إلى الأوكسيجين، مع أنه بعد لا يمتلك رئتين مكتملتين ليتنفس من خلالهما. فكيف يتنفّس الجنين إذاً؟
البيئة المحيطة بالجنين
يمضي الطفل حياته الجنينية وهو يسبح في السائل الأمينوسي، ومع أن جهازه التنفّسي يكون في حالة نمو مثل باقي أجزاء الجسم، إلا أنه يحصل على الأوكسيجين من خلال الحبل السري الذي يوصل إليه قسماً من الأوكسيجين الذي تحصل عليه الأم. إذاً فالجنين لا يستنشق الهواء داخل الرحم، بل يحصل عليه من خلال الأم.
فالرئتان تبدآن بالتكوّن منذ المراحل الأولى للحمل، ولكنهما لا تكتملان قبل الثلث الأخير منه، وتحديداً بين الأسبوعين 24 و36 من الحمل، ففي هذه الفترة يبدأ تكوّن الحويصلات أي الأكياس الهوائية الصغيرة التي لا يمكن للجنين استنشاق الهواء قبل أن يكتمل نموها بشكل تام.
كيف يتنفّس الجنين؟
خلا 5 أو 6 أسابيع من الحمل، يتكوّن الحبل السري الذي يكون متصلاً بالمشيمة، وهي بدورها متصلة بالحم، ويبدأ هذا الحبل بتزويد الجنين بالدماء المحمّلة بالأوكسيجين. لذلك تزداد كمية الدم في جسم الحامل بنسبة 50% خلال الحمل، وتزداد احتياجاتها من الحديد الذي يساعد في إنتاج مادة الهيموغلوبين التي تلعب دوراً أساسياً في إنتاج كريات الدم الحمراء التي تحمل الأوكسيجين والغذاء إلى الجنين. ومن هنا تُنصح المرأة الحامل بالوقاية من الإصابة بفقر الدم لأن هذه المشكلة من شأنها أن تؤثر على نمو الجنين من جهة وعلى تنفّسه من جهة أخرى، ومن الممكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة أو إلى ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي، أو لا سمح الله إلى فقدان الجنين.
دور الأم في الوقاية
يمكن للأم أن تحمي نفسها من فقر الدم من خلال التركيز على الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، البقوليات مثل العدس والحمص، الخضروات مثل السبانخ والبقدونس والشمندر، على أن تُكثر أيضاً من شرب الماء وتركّز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين C الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد مثل الحمضيات، الفلفل الرومي بألوانه المتنوّعة، الكيوي، الطماطم، وغيرها. وفي الكثير من الأحيان، يصف الطبيب للمرأة الحامل مكملات الحديد حتى يحميها ويحمي جنينها من مخاطر فقر الدم لا سيما قلة نسبة الأوكسيجين التي تصل إلى الجنين.
المزيد حول الحمل الصحي في هذه الروابط:
ما رأيك ؟