تعود حمية الباليو Paleo بكم إلى غذاء الإنسان في العصر الحجري، ولذلك فهي بسيطةٌ جداً وتخلو من احتساب السعرات الحراريّة وكمية الطعام الموجود في كل أنواع الحميات الغذائيّة المعروفة، ما يعني أن حمية الباليو ليست حمية لإنقاص الوزن وإنما انتهاج لأسلوب حياة. فما هي هذه الحمية؟ وما هي فوائدها؟ وما هي أنواع الأطعمة المسموح وغير المسموح بها؟.
تعريف حمية الباليو
حمية الباليو هي عبارةٌ عن غذاء الإنسان منذ عشرة ملايين عام قبل التاريخ، وقد تناول هذا الغذاء على مدى أعوام تطوره قبل بداية عصر الزراعة. أي أن جينات الإنسان مهيأة لتناوله وأجهزة جسمه مبرمجة على التغذية على أنواعه فقط.
وتأتي كلمة الباليو من كلمة باليولثيك وهو الإسم الذي يُطلق على الفترة التاريخية التي اختُرعت فيها أول أداة مصنوعة من الحجر والتي امتدت حتى عصر اكتشاف الزراعة. وخلال هذه الفترة كان الناس ينقسمون إلى فئتين إمّا جامعي غذاء أو صيادين، ولذلك يطلق على حمية الباليو أحياناً إسم حمية أهل الكهف. فخلال هذه الفترة كان الإنسان يتغذى على اللحم بنسبة ٦٥% والخضار البريّة بنسبة ٣٥% والماء طبعاً الذي كان المشروب الوحيد الذي يعرفه.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النظام الغذائي يخلو تماماً من أي طعام مصنَع أو مواد حافظة أو ألوان. والسبب أن جسم الإنسان لم يُصمم ولم يتطوّر على مدى العهود لكي يهضم هذه المواد. كما لم يُصمّم لتناول أي غذاء يحتوي على الألبان أو الغلوتين أو النباتات البقليّة كالحمص والفول والخضروات النشويّة. ومن الممنوعات أيضاً في حمية الباليو أي طعام مصنَع أو مضاف إليه السكر أو الملح، فجسم الإنسان لا يستطيع التعامل مع لحم البقر الذي يتغذى على الحبوب وتنفخ أجسامه بالإسترويد والمضادات الحيويّة، فالبقر يفترض أن يأكل الحشائش الطبيعية. ونفس المبدأ ينطبق على الأسماك، لذلك على متبعي حمية الباليو تنال البرّي من هذه الأسماك التي تم صيدها من البحر وليس المُربى في مزارع.
على متبعي هذه الحمية تخيّل ما لم يكن موجوداً في العصر الحجري والإبتعاد عنه فكل غذاء طبيعي متوازن ينتج عنه إنخفاض الوزن بدون معاناة ولا جوع. وبالطبع ليس من الممكن التقيد الحر بهذه الحمية ولذلك في إمكانكم إدخال بعض التغييرات التي لا تؤثر على جوهرها. فيمكن مثلا إدخال بعض أنواع الطعام بإعتدال لا يؤثر على فائدتها مثل الجبن الكامل الدسم والزبد فهو غنيٌ بفيتامين ك2 وبعض الأحماض الأمينيّة المهمّة للصحة. ويمكن أيضاً إضافة الشوكولاته السوداء بكميّة قليلة، وأيضاً بعض أنواع الزيوت مثل زيت الزيتون النقي. وكلها أغذية لم يعرفها إنسان أهل الكهف ولكنها مفيدة ولذلك فإن إضافتها يزيد من فائدة هذه الحمية. كذلك لم يعرف غذاء أهل الكهف القمح والألبان لذلك من الضروري الإقلاع عنها أو التخفيف منها خصوصاً إذا كان الهدف هو تخفيض الوزن وليس مجرد الإلتزام بحياة صحيّة.
ما رأيك ؟