داء الثعلبة من الأمراض الجلدية الشائعة نسبياً، والتي تصيب الشعر الذي يتساقط سريعاً، في منطقة أو أكثر مثل الرأس أو الذقن أو الشارب أو الحواجب والرموش. وتكون المنطقة المصابة عادة بشكل دائري أو بيضاوي، منفردة أو متعددة، وقد يحدث في حالات قليلة تقشّر واحمرار في منطقة الإصابة وإفراز بعض السوائل.
أسباب المرض
الأسباب الفعلية للثعلبة غير معروفة، لكن يتصور العلماء حدوث خلل في المناعة الذاتية بالجسم، حيث تهاجم خلايا المناعة بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى سقوط الشعر في الأماكن المصابة وظهور بقع خالية من الشعر. لهذا، إنّ بقعة الجلد المصابة بالثعلبة تبدو طبيعية باستثناء خلوها من الشعر، والأشخاص الذين يصابون بها يكونون في حالة جسدية وصحية ممتازة.
لكن هناك عوامل خطر تزيد وتساعد من احتمالية حدوث الثعلبة. فأثبتت بعض الدراسات أنّ العامل النفسي له دور في ظهور الثعلبة، لأنّه من المعروف الأثر السلبي للحالة النفسية السيئة على الجريبات الشعرية. إلى جانب العوامل العصبية، حيث توجد نواقل عصبية تعمل على تحريض نمو الشعر، وقد لوحظ انخفاض مستوى هذه النواقل العصبية عند المصابين بداء الثعلبة.
كما ترتبط الثعلبة بدرجة كبيرة في الحالات التي تتميز بزيادة الحساسية الجلدية وحساسية الصدر والأنف، كما لوحظ ترافق الثعلبة مع بعض الأمراض المناعية مثل البهاق والذئبة الحمامية والوهن العضلي الوخيم. بالإضافة إلى العوامل الوراثية، ففي حالة التوائم، عند إصابة أحد التوأمين بمرض الثعلبة، فإنّ احتمالية إصابة التوأم الثاني قد تصل إلى ٥٥%.
علاج جديد للثعلبة
أعلن باحثون في جامعة كولومبيا إيجاد علاج شاف للثعلبة، ويسمح عودة نمو الشعر بالكامل، وهذا ضمن فترة علاجية تستغرق عدة أشهر. لكن تزيد كلفة العقار عن سبعين ألف دولار. ويكبح العلاج الجديد جماح الخلايا المناعية المهاجمة في المواضع المصابة، وشدد الباحثون على أن علاجهم نجح مع ثلاثة مرضى، وأنه يفتح باب الأمل لعلاج الكثير من المرضى الذين فقدوا الأمل. خصوصاً أنّ معظم الإصابات تحدث بين الشبان، وهو يصيب مواضع الشعر في الجسم كالرأس والأطراف، وعادة ما يحدث فراغات دائرية أو بيضوية قد يرافقها تقشر واحمرار.
ما رأيك ؟