يزداد إنتشار حالات الإصابة بمرض السكر وأمراض الكبد المزمنة في الآونة الأخيرة. وكانت الدراسات السابقة قد ربطت بين الإفراط في تناول المأكولات والمشروبات الحلوة بكثرة ومرض الكبد، باعتبار أنّ الفروكتوز يذهب مباشرة الى الكبد الذي يخزّنه على شكل دهون بدلاً من تحويله الى الغليكوجين المفيد. وكان المعتقد لفترة طويلة أنّ الدهون تعمل على إجهاد الكبد، ومع مرور الوقت تبدأ خلايا الكبد بعدم الإنسجام مع الأنسولين. لكن هل هذه الدراسات ما زالت سارية حتّى الآن؟ وهل سبب الإصابة بأمراض الكبد هو السكر حقيقة أو هناك عوامل أخرى؟.
مشكلة السعرات الحرارية
كشفت دراسة جديدة أنّ تناول السكر لا يرتبط مباشرة مع مرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ، كما كان يُعتقد في وقت سابق. بدلاً من ذلك، يمكن للوجبات الغذائية ذات السعرات الحراريّة العالية تعزيز تطور هذا الشكل الخطير من أمراض الكبد. وفي دراسة أجراها الباحثون الطبّيون على مجموعة من الرجال الذين يتمتعون بالصحة وآخرون يعانون من زيادة الوزن، لاحظوا أنّ أياً من الرجال لم يعاني من أي تغييرات كبيرة على الكبد. ولكن خلال زيادة الوزن، أنتجت كلا الحميتان خصائص مشابهة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي. وتشير هذه النتائج إلى أن الفركتوز والجلوكوز لهما آثار مماثلة على الكبد، ولكنّ السعرات الحرارية هي العامل المسؤول عن تطوّر مرض الكبد. أمّا أفضل نصيحة يمكن أن تُعطى للمريض فهي أنّ الحفاظ على نمط حياة صحي مع نظام غذائي وممارسة الرياضة. هذه الدراسة تُعتبر تحذيرا من أن التغيّرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة على الكبد.
ما رأيك ؟