الألم القطني أو الألم القطني الحاد (lumbago) هو ألم الظهر فوق المؤخرة والذي قد يمتد إلى المؤخرة والفخذ، أو نحو الأمام إلى ثنية الأربية، وينتج من مرض يصيب العمود الفقري أو محيطه (العضلات والأوتار...)
يصبح الألم مزمنًا أحيانًا وتتخلله فترات تعافي كامل أو شبه كامل. الألم القطني مرض شائع جدًا ولا ترقى العلاجات دائمًا إلى مستوى التوقعات بالشفاء الكامل.
عوامل الخطر
تؤدي وضعية الوقوف إلى إلقاء ثقل الجسم على الفقرات. بالرغم من أن الأوتار والعضلات القوية تدعم العمود الفقري، هي تبقى كعلب متراصفة ومضغوطة على بعضها وقد تتحرك لأسباب مختلفة مسببة خللاً في التوازن وألمًا وضعفًا مزمنًا في المنطقة.
عندما يعاني الفرد تشوهًا فقريًا كالجنف مثلاً، أي استدارة الفقرة وتقوس العمود الفقري المؤذي، يتوزع الضغط بشكل غير مناسب ويصبح ألم الظهر متكررًا.
قد يؤدي رضح سابق إلى الإصابة بالألم القطني لكن غالبًا ما يصعب إبراز العلاقة السببية.
الرضح المجهري والاهتزازات المتكررة، كركوب السيارة والدراجة النارية، تؤثر بشكل مستمر على الأقراص الفقرية وتضعفها.
يخفف كل من الخمول وقلة الحركة من توتر عضلات العمود الفقري ويزيدان من خطر آلام الظهر.
تساهم أيضًا وضعية الجلوس مع تقويس الظهر في تحفيز الألم القطني في حال كانت دائمة ولم يتم ممارسة أي تمارين رياضية في موازاة ذلك.
تزيد السمنة من الضغط على الأقراص الفقرية وتضعفها، وتزيد دهون البطن وضخامته من القعس المفرط وتتحرك نقاط الارتكاز ما يبرر الألم القطني.
يصنف الحمل من عوامل الخطر البديهية للألم القطني الذي يصبح متكررًا في هذه الفترة.
يسبب التوتر أيضًا تقفعًا عضليًا وكذلك الحركات غير المناسبة بخاصة رفع الأوزان، مع خطر الإصابة بألم قطني عند القيام بأي حركة بسيطة.
في الواقع، ليس من النادر رؤية المصاب بألم قطني مرهقًا وحزينًا وغير سعيد في عمله وحياته العائلية، فهؤلاء الأشخاص متوترون على الدوام ويعانون تقفع في العضلات وبخاصة عضلات الظهر والرقبة والكتفين.
ما من عمر محدد للإصابة بالألم القطني
قد يظهر الألم منذ سن الحادية عشر أثناء النشاطات الجسدية المفرطة والقاسية أو في خلال القيام بحركات غير ملائمة... وقد يظهر لدى البالغين الذين يصل لديهم تواتر الألم القطني إلى أوجه بين 30 و40 عامًا، وهو يصيبهم عند القيام بحركة خاطئة حتى لو كانت بسيطة، أو عند رفع وزن قد لا يكون ثقيلاً لكن بوضعية غير مناسبة مع ترك الساقين مستقيمتين ووزن الجسم ملقيًا نحو الأمام، أو عند الجلوس لساعات طويلة يومًا بعد يوم، وعند المتقدمين أكثر في السن الذين يعانون فصالاً فقريًا أو حتى تخلخل العظم.
تشخيص الألم القطني
يجب التعرف إلى حياة المريض اليومية أي إلى مهنته وفترة معاناته الإجهاد المفرط وهواياته ونوع الرياضة التي يمارسها والأعمال المنزلية التي يقوم بها...
يجب تحديد العامل الذي أدى إلى نشوء هذا الألم كالمجهود العضلي أو الرضح ويجب التأكد من السمنة الزائدة أو الضعف العضلي أو تقوس فقري مؤذي (جنف، قعس مفرط...)
يجب أيضًا معرفة أثر الألم على نشاطات المريض إذ يشير هذا الأمر بموضوعية إلى الإزعاج الناجم عن المرض.
يبحث الطبيب أثناء الفحص السريري عن تصلب أو تقفع عضلي أو عن وضعية يهدأ فيها الألم كالانحناء نحو الأمام أو الجانب، ويحدد موضع الألم الذي قد يكون في النصف أو على الجانب، والمواضع التي يمتد إليها، وإذا كان يصيب الشخص في الليل أو في نهاية اليوم.
غالبًا ما يطلب الطبيب إجراء صور شعاعية أو حتى تفريسة لاستبعاد احتمال إصابة الشخص بأي مرض معين كتشوه إحدى الفقرات أو ورم أو اعتلال قرصي أو أي مرض أقل شيوعًا قد يصيب العمود الفقري.
تفادي الإصابة بألم قطني
حركة الجسم الصحيحة واستعمال الأدوات الملائمة ومعرفة هندسة وضعية الجسم والحركات هي تدابير ستقيك من الألم القطني.
علاج الألم القطني الحاد
يرتكز العلاج على تناول الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية.
لا بد من الراحة لشفاء عاجل، لكن هذا لا يعني ضرورة ملازمة الفراش بل التجنب الحتمي للحركات المؤذية حتى يزول الألم. قد يكون الاستلقاء أحيانًا الوضعية الوحيدة التي تخفف الألم لكنه قد يكون أحيانًا أخرى مؤلم كثيرًا.
يجب الابتعاد عن ركوب السيارة طويلاً في فترات الألم الحاد.
قد يضطر المريض إلى إجراء حقن كورتيزون في المساحات بين الفقرتين.
نادرًا ما تكون الجراحة ضرورية لعلاج الألم القطني البسيط الذي لا تدخل فيه أي مكونات عصبية، ولا يكون النجاح مضمونًا على الدوام.
الحفاظ على العمود الفقري
تبقى المنطقة المصابة ضعيفة لذلك يجب معرفة كيفية الحفاظ على العمود الفقري وأخذ الوضعيات الصحيحة والقيام بالحركات المناسبة وثني الساقين والحفاظ على الظهر مستقيمًا عند رفع الأوزان.
يجب ممارسة التمارين الرياضية التي تقوي عضلات العمود الفقري والعضلات البطنية. يجب عدم اكتساب الوزن.
يجب ارتداء حزام الظهر في خلال الرحلات الطويلة في السيارة أو أثناء نقل البضائع.
بعد زوال الألم، من الممكن القيام ببعض جلسات تدليك لدى أخصائي في المعالجة الفيزيائية الذي سينصحك ببعض الحركات الرياضية التي يمكنك القيام بها يوميًا.
ما رأيك ؟