د. فادي نصر: العلاج المناعي امل جديد لمرضى السرطان ولبنان سبّاق في اعتماده

د. فادي نصر: العلاج المناعي امل جديد لمرضى السرطان ولبنان سبّاق في اعتماده

خاص موقع صحتي

 

يشهد عالم الطبّ تطورات سريعة في مختلف ميادينه، وذلك ينعكس على نسب الشفاء وتحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من الامراض المزمنة. ومن ابرز هذه الميادين هي العلاجات الخاصة بالامراض السرطانية والتي تشهد كثافة في الدراسات والابحاث بهدف تعزيزها وتفعيل أدائها، وذلك يظهر عبر النتائج الايجابية التي تسجلّها. وللإضاءة اكثر على هذه التطورات، كان لنا هذه المقابلة مع رئيس قسم الاورام وامراض الدم في مستشفى جبل لبنان الدكتور فادي نصر، حيث يعتبر هذا المستشفى من اكثر المراكز الطبية تقدماً على صعيد علاج الامراض السرطانية سواء العلاج الكيميائي، الشعاعي، الجراحي او المناعي. 

 

- ما هي العوامل التي تؤدي الى زيادة نسب الاصابة بالامراض السرطانية حول العالم؟

 

هناك 3 عوامل اساسية تؤدي الى هذه الزيادة:

 

- اولاً، إنّ ارتفاع مدى العمر يؤدي الى زيادة امكانية الاصابة بالسرطان. فقد كان متوسط الاعمار حوالي 65 عاماً وقد ارتفع الى 70 سنة. وفي لبنان، معدّل الاعمار تقريباً للمرأة 80 عاماً وللرجل 75 عاماً. 

 

- ثانياً، العامل البيئي مؤثر جداً ايضاً، فتزايد الانبعاثات والتأثيرات السلبية للتطور التكنولوجي على البيئة يؤدي الى اصابات اكثر بالامراض السرطانية في وقت أصبح فيه استنشاق الهواء النقي رفاهية غير متاحة للجميع. 

 

- ثالثاً، إنّ تطور الطب يساعد على اكتشاف الامراض السرطانية اكثر وتشخيصها، وهذا ما يزيد من نسب الاصابة في الاحصائيات. لكن هذا التطور كان له دور اساسي ايضاً في تحسين العلاجات الخاصة بهذه الامراض، وهناك امراض اليوم تؤدي الى الوفاة اكثر من السرطان مثل امراض القلب والرئة. 

 

- ما هي مرتكزات العلاج الخاص بالامراض السرطانية؟ وما اهمية العلاج المناعي الذي نسمع عنه كثيراً في الآونة الاخيرة؟

 

لعلاج السرطان، هناك ثلاث اعمدة رئيسية نرتكز عليها: 

- الجراحة

- العلاج الكيميائي، العلاج الموجه والعلاج المناعي.

- العلاج بالأشعّة 

  •  

وحتّى هذه اللحظة، ليس هناك أي علاج قد طغى على الآخر ولكل منها اهميته الخاصة. لكن من الصحيح انّنا اليوم نتكلم كثيراً عن العلاج المناعي الذي اثبت فعاليته، فاذا عدنا سنوات قليلة الى الوراء كانت انتشار المرض السرطاني يعني الوفاة الحتمية، اما اليوم فيمكن من خلال العلاج المناعي أن نحوّل المرض من مميت الى مزمن يمكن التعايش معه وذلك في الحالات الاشد خطورة. فعلى سبيل المثال، مع العلاج المناعي بات هناك 20٪ من مرضى سرطان الرئة في المرحلة الرابعة من المرض يستطيعون العيش لاكثر من خمس سنوات بسبب تجاوبهم مع العلاج. 

 

ومن المهم توضيح ما هو العلاج المناعي، فالسرطان عبارة عن خلية تتكاثر وهذا التكاثر والانتشار السريع يؤدي الى وفاة المريض. ومن هنا برز اولاً العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية التي تتكاثر بسرعة. وبعدها اكتشفنا انّ السرطان لينتشر بهذه السرعة هناك خلل جيني، واذا وجدنا مفتاح هذا الخلل واستطعنا ان نسيطر عليه يمكن الحدّ من انتشاره فبرزت العلاجات الموجهة التي كان لها دور ايجابي كبير. لكن المشكلة انّ الخلايا السرطانية يمكن ان تصبح مقاومة، وبدأت الدراسات في هذا المجال لتحديد السبل الاخرى لعلاج اكثر فعالية.

 

وفي دراسة اجريت منذ حوالي عشر سنوات على سرطان الجلد تبيّن انّه من خلال تقوية مناعة المرضى، هناك نسبة 20٪ منهم لم يعاودهم المرض ابداً. وذلك كان فعلاً مفاجأة كبير، فخلايا الجسم المناعية التي طالما حمت الانسان من الامراض يمكن ان تقضي على الخلايا السرطانية التي تحاول ان تفتك بنا، ولكن علينا ان نحفز ونزيد من قدرتها على مواجهة المضادات الحيوية التي تولّدها الخلايا السرطانية. لذا فإنّ العلاج المناعي يساعد مناعتنا الخاصة على ان تؤدي دورها الاساسي الذي وجدت من اجله، وقد فتح هذا العلاج الباب امام الكثير قصص النجاح والتحسين في نتائج العلاجات. ومن الامثلة التي يمكن ان نوردها في هذا المجال عن مريضة مصابة بسرطان الجلد زارني اهلها للحصول على المورفين بما أنّ طبيبها قال لهم بأنّ لا امل امامها للعيش، ولكن بعد فترة من علاجها مناعياً، تبيّن خلو جسمها من الخلايا السرطانية بشكل كامل. وهذا بالفعل تقدّم عظيم في الطب!  

 

وتجدر الاشارة الى انّ هناك انواعاً عديدة من العلاج المناعي وسبلاً متعددة لايقاظ الخلايا المناعية التي يمكن ان تكون قد تعرّضت لتأثيرات الخلايا السرطانية. والمهم اليوم أنّ هذا الباب قد فتح امامنا، في وقت كان العلاج المناعي مستبعداً بشكل شبه كامل من قبل وحتّى ابرز المجلات الطبية كانت تدحضه، لكن اليوم الامور تغيّرت وهناك ابحاث ودراسات اكثر حول هذا العلاج. 

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟