لا يقتصر التوتّر الشديد على مضاعفات نفسيّة تشمل الإجهاد العصبي والضغط النفسي أو المشكلات الإنفعاليّة، فقد يؤدّي أيضاُ إلى أعراض جسديّة كألم الصدر والدّوخة والإسهال أو الإعياء. فما هي مضاعفات التوتّر الشديد؟ وكيف يمكن مواجهتها؟.
المضاعفات
تحوّل القلق النفسي والتوتّر الشديد إلى مضاعفات هو أمر شائع، فكثيراً ما يتسبّب الضغط النفسي بالصداع والغثيان. وتؤدّي المواقف الضاغطة إلى أعراض جسديّة شتى، تكون عضويّة ومستمرة من دون سبب مرضي واضح، إذ لا تكشف الفحوص الطبيّة والتحاليل عن أي مرض أو سبب للأعراض التي تصيب أعضاء الجسم. وعادة ما يحصل ذلك نتيجة اضطراب حقيقي يصيب الفرد بين سن ١٨ و٣٠، مسبّباً أعراضاً كالألم واضطرابات الجهاز الهضمي والطاقة الجنسيّة والجهاز العصبي.
التفكير الايجابي يخلّصكم من التوتر
ويصاب النساء غالباً بهذا النوع من الاضطراب وهو ليس نوعاً من الهستيريا، وليس تحايلاً من المريض، بل شكوى حقيقية يجب البحث عن مسبباتها الحياتية كالطلاق أو أعباء مادية أو خسارة ماليّة أو مشكلات زوجية أو امتحان مقبل أو فشل في الوظيفة وغيرها. وينجم عن ذلك الشعور بالقلق والاكتئاب، وتكمن خطورته في أن المريض يتيه بين طبيب إلى آخر ويغرق في مجموعة الآراء والتشخيصات والنصائح والأدوية المختلفة من دون فائدة تذكر.
وأحياناً قد يتسبّب الخوف المرضي على الصحّة بهذا الإضطراب ما يخلق نوعاً من الرُهاب بمعنى انشغال المريض الشّديد بأمور المرض واحتمال الموت، فيعكّر صفو حياته، وقد يصل الأمر إلى ما يشبه الوسواس إذ تتسلّط فكرة المرض والخوف على المريض. وعلى الرغم من أنه يدرك أنه معافى وسليم جسديّاً، وأن تحاليل المختبرات سلبيّة، فإنه لا يتمكّن ولا يستطيع من صدّ تلك الفكرة المسيطرة القاهرة المهيمنة عليه، بل والمدمرة لحياته، فتسوء علاقته بالآخرين، خصوصاً أهل بيته وزملائه في العمل، إلى جانب عجزه الشديد عن التغلب على تلك الأفكار الخاطئة غير المبرّرة. وقد لا يعرف المريض احتمالات إصابته بالاكتئاب خصوصاً ذلك المقنّع الذي يختفي خلف أعراض عضويّة مثل الصداع المزمن.
تفادي الإضطرابات
- لا يجب أن يشجّع الطبيب مريضه على زيادة الشكوى أو المبالغة فيها لأن ذلك يعزّز من قسوة الأعراض ويطيل من عمر الشكوى ويجعل المريض حبيس مرضه فيشعر بالبؤس الشديد.
- على أهل المريض ألا يستجيبوا لكل طلباته، لأنه ربما أحس بأن حبهم له مرتبط بضعفه ومرضه.
- يمكن للمريض أن يلجأ إلى مضادات الإكتئاب التي تكون فعّالة في تنشيط المسارات المختلفة والتخفيف من حدّة الإكتئاب ولكن تحت إشراف الطبيب.
- على المريض أن يمتّع نفسه بحياة إجتماعيّة نشيطة كجلسات الأحاديث مع الأصدقاء، والترويح عن النفس، والضحك والحركة وممارسة الرّياضة والهوايات التي تبعده عن النكد.
ما رأيك ؟