إن كسل الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، ما يعني الزيادة أو النقصان في معدل الهرمونات التي تفرزها هذه الغدة هي عوامل تسبب حصول خلل في الجسم، وذلك لأن هذه الغدة تمتلك تأثيرات على كامل أجزاء الجسم. فما هي الحال إذاً إذا كانت المرأة الحامل تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، وكيف يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على الحمل وعلى الجنين؟
كيف تعمل الغدة الدرقية؟
إن مهمة الغدة الدرقية الأساسية هي إفراز عدد من الهرمونات المهمة بالنسبة إلى الجسم وهي T3 وT4 وTSH، وهذه الهرمونات لها دور في تنظيم العديد من العمليات في الجسم وعلى رأسها عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية، كما أنها تساهم في تعزيز صحة القلب وكفاءته، وفي ضبط حرارة الجسم.
من هنا فإن الخلل في معدلات هرمونات الغدة الدرقية إن كان نقصانها أي قصور الغدة الدرقية، أو زيادتها أي فرط نشاط الغدة الدرقية، من الممكن أن يؤثر على أداء العديد من الأعضاء الحيوية في الجسم ، لذلك فإن فرط نشاط الغدة الدرقية من الممكن أن يؤثر على صحة الأم الحامل والجنين، من هنا تُنصح المرأة التي تعاني من مشاكل في هذه الغدة أن تعالجها قبل التخطيط للحمل.
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل
يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية خلال الحمل بالعديد من الأسباب أهمها تضخم الغدة متعدد العقد السمية Toxic multinodular goiter، أو التهاب الدرقية تحت الحاد Subacute thyroiditis، أو تضخّم العقدة الوحيدة السمية Toxic thyroid nodule، بالإضافة إلى داء غرييف Grave's disease، وهو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية الذي يتسبب بما نسبته 85% من حالات نشاط الغدة الدرقية عند النساء الحوامل.
أعراض ومضاعفات نشاط الغدة الدرقية في الحمل
المرأة الحامل التي تعاني من نشاط الغدة الدرقية تختبر العديد من الأعراض أهمها التعرّق الشديد والشعور بالحر بشكل كبير، التعب وزيادة معدل ضربات القلب والشعور بالرجفة. أما إذا كانت الحامل تعاني من داء غرييف فإن ذلك يسبب تضخماً في الغدة الدرقية إضافة إلى المشاكل في العينين كأن تصبحان جاحظتين مع التهيّج المزمن.
أما تأثيرات فرط نشاط الغدة الدرقية على الحامل والجنين فهي عبارة عن تسارع نبضات قلب الأم والجنين، كما وفي بعض الحالات يولد الطفل مع مشكلة تسارع نبضات القلب ومشاكل في الضغط. وهذه المشكلة بمكن أن تؤدي إلى ولادة مبكرة أو إلى نقص وزن المولود، أو إلى الإجهاض المتكرر عند البعض.
كيفية العلاج
يتم علاج المرأة الحامل التي تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية بواسطة الأدوية المنظِّمة لمعدل هرمونات الغدة الدرقية والآمنة بالنسبة إليها ولجنينها أثناء الحمل.
وفي بعض الحالات يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال جزء من الغدة الدرقية خلال الثلث الثاني من الحمل، وذلك لا يشكل أي خطر على الأم ولا على الجنين.
المزيد حول صحة الحامل في الروابط التالية:
ما رأيك ؟