الحساسية ضد الحليب، ما هو العلاج
الخميس، 19 ديسمبر 2013
يعاني حوالى 2% إلى 3% من الأطفال الذين يتجاوز عمرهم السنة من حساسية ضد حليب البقر، لكن هذه النسبة لا يستهان بها إلى حد ما. وأحياناً من الصعب التوصل إلى تشخيص، فهذا الاضطراب هو أساس لعدد كبير من حالات الأكزيما و الارتجاع المعدي المريئي. ما هو السبيل لتخطي هذه المشكلة؟ ومتى يجب إعادة إعطاء الطفل الحليب؟ جولة أفق حول هذا الموضوع.
تشخيص صعب
إنّ المشكلة مع الحساسية ضد الحليب، هي في أنه يمكن أن يكون لها مظاهر مختلفة وذلك اعتماداً على مدى الإضطراب. قد يكون هناك ردود فعل الفورية (في الساعتين اللتين تليان تناول الحليب) كمثل ظهور الشرى، والتقيء بالقذف، والوذمة الوعائية، أو حتى صدمة الحساسية في الحالات الشديدة. ولكنه يمكن أن تحدث أيضا اشكال أخرى متأخرة من الحساسية (خلال عدة ساعات)، كمثل مشاكل في الجهاز الهضمي (ألم، مغص...) وأيضاً اضطرابات جلدية وتنفسية. وعلاوة على ذلك، 40٪ من حالات ارتجاع المعدي المريئي عند الرضع وجزءاً هاماً من الأكزيما تحدث نتيجة لحساسية ضد الحليب.
وقد ظهرت في أيامنا هذه أدوات لتأكيد التشخيص عند الاشتباه بحساسية ضد الحليب. في معظم أشكال الحساسية، يتم البحث عن وجود أجسام مضادة معينة (الغلوبولين المناعي هـ )، وهي شواهد على تقلبات الجهاز المناعي. ويمر ذلك بفحوصات جلدية (فحص الحساسية الجلدية). وفي ما يتعلق بالحليب، ثمة رود فعل متأخرة ولا تعتمد على الآلية نفسها. في هذه الحالة، إنّ أداة التحرّي الأسهل هي اختبار الرقعة: ورق نشاف يتم وضع الحليب عليه ومن ثم لصقه على جلد الطفل. يترك الورق النشاف لمدّة 48 ساعة، ويمكن التحقق من وجود رد فعل جلدي.
منع الحساسية
عند الأطفال حديثي الولادة المعرضين للخطر، والذين ولدوا في أسرة لها سوابق مع الحساسية (ضد الحليب أو ضد مواد أخرى مسببة للحساسية) من المفيد الوقاية لتجنّب تحسس الطفل. ويقترح بعض الاختصاصيين عدم تناول الفول السوداني أثناء الحمل (فهو مثير للحساسية بشكل قوي). لا يستند هذا الإجراء إلى أدلة علمية سليمة، بل إلى افتراضات قوية. ثم إنّ عدم تناول الفول السوداني أثناء الحمل لن يسبب الكثير من النواقص. ينصح بتغذية الأطفال من خلال الثدي فقط خلال 4 وحتى 6 أشهر، وفي هذه الحالة تنصح الوالدة بعدم تناول الفول السوداني أيضاً. وإذا كانت الرضاعة الطبيعية غير ممكنة، ثمة مجموعة متكاملة من الحليب المضاد للحساسية والذي يمكن للطفل أن يتناوله (إشارةً إلى أنّ هذا النوع من الحليب غالي الثمن ولا يمكن إرجاعه). ويرجى الإنتباه وعدم إطعام الطفل أي طعام يدخله الصويا خلال الأشهر الستة. وفي ما يتعلق بتنويع النظام الغذائي، لا يجب أن يتم ذلك قبل بلوغ الطفل الشهر السادس كما لا يجب إطعام الطفل بعض الأطعمة قبل وقت معيّن: فلا يمكن إطعام الطفل بيضاً وسمكاً قبل بلوغه السنة، كما لا يجب إطعامه الفول السوداني والفواكه بعجوة قبل بلوغ سن 4 أو 5 (كما ينصح بعدم استخدام مساحيق تجميلية باللوز الناعم).
كيف يتم العلاج؟
يتمثل العلاج الوحيد للحساسية ضد الحليب في النظام الغذائي الوقائي، ويعتمد أولاً على استخدام إماهة بروتين الحليب لأنّ بروتينات الحليب هي التي تسبب ردة الفعل التحسسية. إلا أنه إذا قطعناها إلى قطع أصغر فإنها تصبح غير ضارة.
أما المشكلة فتتمثل في كون هذه الصيغ غالباً ما تكون مريرةً جداً (لكن الطفل يقوم بشربها، لأنّه يتفاعل معها بشكل أفضل من تفاعله مع الحليب الطبيعي!). لذلك نجد أيضاً إماهات من البروتينات الأخرى التي تذوب، والكازين، والصويا، والكولاجين المتحلل (من قبل كانت من لحوم البقر، ولكن مع مرض جنون البقر أصبحت من لحم الخنزير اليوم). للأطفال الذين لديهم مشاكل في إماهات البروتين، يجب تقطيع هذه الأخير إلى قطع أصغر: الأحماض الأمينية.
ملاحظة، عادة ما يستغرق بعض الوقت بين تطبيق النظام الغذائي الاستبعادي واختفاء عوارض الحساسية. لا يظهر التحسن بين ليلة وضحاها. وعادة ما يستغرق 2-3 أسابيع بين تغيير الصيغة واختفاء المشاكل في الجهاز الهضمي.
متى يجب إعادة إعطاء الطفل الحليب؟
خبر سار لآباء وأمهات الأطفال الذين يعانون من حساسية ضد الحليب: يختفي هذا الاضطراب عموماً عند بلوغ السنة فقد اختفى هذا الاضطراب عملياً عند الأطفال في سن 5 أو 6. ويمكن للأهل عندئذ البدء بإعادة إعطاء الحليب في الشهر التاسع أو عند بلوغ الطفل سنته الأولى. إذا لم تكن إعادة إعطاء الحليب على ما يرام، يمكن المحاولة بعد ثلاثة أشهر. وإذا لم تنجح المحاولة تعطى مهلة ستة أشهر وإذا كانت النتيجة سلبية أيضاً يجب إعادة المحاولة كل سنة ومراقبة معدل الغلوبولين المناعي.