نصائح البروفسور شارل بدورة لكلّ من يعاني من إضطرابات الأكل النفسية
الخميس، 27 فبراير 2014
خاص – موقع صحّتي
إنّ إضطرابات الأكل ليست مشكلة سهلة يمكن التغاضي منها، بل هي مشكلة سلوكية خطيرة يمكن أن تؤدي الى مضاعفات تهدّد حياة الإنسان. ويُقصد بهذه الاضطرابات الافراط في الأكل أو الإفراط في الامتناع عن الأكل، وهذا ما يشير الى وجود أزمة نفسية تحتاج لحلّ جذري قبل أن تتفاقم المشكلة. لذا يجب التعامل مع إضطرابات الأكل كمرض حقيقي يحتاج الى علاج، ولكي نمدّ لكم يد العون في هذا المجال، نقدّم لكم نصائح البروفسور في الأمراض العقلية والنفسية شارل بدورة.
بين البوليميا والأنوركسيا
لا بدّ أولاً من تحديد نوع الاضطراب الذي يعاني منه الشخص، فهناك الانوركسيا من جهة والبوليميا من جهة أخرى. والانوركسيا هي مرض نفسي يتّصف برفض الحفاظ على وزن صحّي طبيعي والخوف من أية زيادة في الوزن حتّى إذا كان الشخص المصاب أدنى من الوزن الطبيعي. أمّا البوليميا فهي تعني تناول الطعام بكميات كبرى وبسرعة، لتنتهي الحالة بشعور بالندم والحاجة الى التخلّص من الطعام والسعرات الحرارية الزائدة عبر طرق عدّة أكثرها شيوعاً التقيؤ أو تناول المسهّلات. وهناك أيضاً إضطراب فرط الاكل، حيث يُصاب المريض بنوبات الاكل المنفلت ما يؤدي الى وصوله الى مستوى خطير جداً من البدانة. ويلفت بدورة الى أنّ إضطرابات الاكل النفسية موجودة منذ القدم، لكن اليوم يتمّ ملاحظتها أكثر والالتفات اليها بسبب التوعية حول خطورتها. كما أنّ هناك إجراءات تتّخذ بحقّ الاشخاص المصابين بهذه الاضطرابات، ومن الامثلة على ذلك أنّ شركات التغطية الصحّية لا تغطّيهم بسبب عدم استقرار الوزن والخطر على حياتهم.
أسباب محفّزة للاضطرابات
هناك العديد من العوامل المحفّزة لإضطرابات الأكل النفسية في عصرنا الحالي، كما يقول بدورة، ومنها صيحات الموضة التي تلائم النحيفين فقط، ما يدفع بالشباب والفتيات الى إنقاص أوزانهم بشكل خطير ودون مراقبة. فكلّ ما يرونه بمحيطهم يعكس مفهوم النحافة من اعلانات ومشاهد تلفزيونية وغيرها. ولكن هاجس النحافة يمكن ألا يكون ناتجاً عن الرغبة بالتمثّل بالعارضات أو العارضين، إنما يكون سببه مشكلة نفسية كالقلق والاكتئاب. وفي الحالتين هناك حاجة لعلاج نفسي إذا كان هناك إضطرابات في النظام الغذائي سواء في التخفيف من الكميات المتناولة أو زيادتها. ويقوم الطبيب النفسي، بحسب بدورة، بتوجيه المريض ليفهم أنّ تفكيره خاطئ وأنّه يؤذي جسمه مع تحديد العوامل النفسية التي أدّت الى هذه الاضطرابات لكي يتمّ معالجتها سواء بالعقاقير أو بالعلاج النفسي.
ويحذّر بدورة من اضطرابات الاكل النفسية لأنّ مضاعفاتها خطيرة وهناك أشخاص توفوا بسببها. وهو يشير الى أنّ الفتاة المريضة بالانوركسيا لديها الكثير من الاعراض التي تشير الى سوء حالة الجسم مثل توقف الميعاد وبروز أمراض أخرى مرافقة للأنوركسيا، وصولاً الى الوفاة في حالات عديدة. ولا يرى بدورة أنّ الهواجس المرضية فيما يتعلّق بالوزن يمكن أن تُحلّ عن طريق أخصائي التغذية فقط، بل هناك حاجة ماسة للعلاج النفسي لمعرفة المريض كيفية التعامل مع مشاعره والحالات النفسية التي يمرّ بها وتدفعه الى الانقطاع عن الطعام أو تناوله بشراهة.