المازوخية... تمازج الألم واللذة

المازوخية الجنسية وتدعى أيضا الماسوشية أو المازوكية، هي ببساطة الشعور بالاستثارة والنشوة الجنسية عند تلقي الألم والعذاب والإذلال من الآخر. وهي مرتبطة بالجنس، وتصنف ضمن نطاق الشذوذ الجنسي. لكن لكي يوصف الشخص بأنه مازوخي فلابد أن يكون الألم حقيقيا، أي مصحوب بفعل وليس مجرد تخيلات ورغبات، مثال على ذلك أن تطلب الزوجة من زوجها بأن يصفعها ويضربها أثناء ممارسة الجنس، ولا تشعر باللذة والنشوة الجنسية إلا عند قيامه بتلك الأمور، والعكس صحيح، أي أن يطلب الزوج من زوجته القيام بتعذيبه وإذلاله لذات الغرض.

وغالبا ما يكون فيها إتفاق مسبق بين الطرفين على أدوارهم، أي من يوجه الألم ومن يتلقاه، لذا فعادة ما يرافق هذه الممارسة بعض التحضيرات، حيث يتم استخدام أدوات جنسية معينة، مثل الأغلال والسلاسل والسياط والحبال والألعاب الجنسية وكمامة الفم. وقد تتضمن الممارسة نواحٍ نفسية أيضا، كأن يؤدي السادي دور السيد بينما يمثل المازخي دور العبد أو الخادم. لكن المازوخية لا تستلزم دائماً وجود شريك جنسي، فأحيانا يقوم الشخص المازوخي بتوجيه الألم إلى نفسه عن طريق الجلد أو الجرح بالسكين أو الحرق.

ما هي المازوخية العامة؟

المازوخية العامة لا ترتبط بالجنس، لكنها تصنف كإحدى حالات ما يصطلح عليه في علم النفس بالسلوك الهادم للذات. وهي أن يقوم الشخص بأمور أو يضع نفسه في مواقف قد يعلم مسبقا بأنها ستعود عليه بالفشل والحرمان والإذلال، ومع ذلك يجد هذا الشخص متعة وراحة خفية في القيام بهذه الأمور، أي أنه يعشق تمثيل دور الضحية والمظلوم والمحروم رغم شكواه وتذمره الظاهري من ذلك، ومن أشكال المازوخية العامة:

- رفض مساعدة الآخرين له والادعاء بعدم فائدة هذه المساعدة.

- في حالة حدوث أمور ايجابية في حياته فأن هذا الأمر يسبب له شعورا بالذنب.

- يستفز الآخرين لكي يرفضوه أو يغضبوا منه، ثم يشعر بأنه مظلوم ومنبوذ.

- يرفض الفرص التي تتاح له لكي يفرح ويمتع نفسه، على الرغم من تحليه بالإمكانات والمؤهلات لاقتناص هذه الفرص.

- الفشل في أنجاز المهام التي فيها فائدته رغم قدرته الكاملة على انجازها بنجاح.

- لا ينجذب ويرفض الأشخاص الذين يعاملوه بشكل جيد.

- يقوم بتضحيات كبيرة ومفرطة من دون أن يطلب منه الشخص المقصود بالتضحية، لأن التضحية هي حالة من الحرمان يتوق لها رغم ادعاءه بأنه يضحي لأسباب أخرى.

من هو مازوخ؟

ليوبولد فون زاخر مازوخ هو روائي وصحفي نمساوي ولد عام ۱٨٣٦ في مقاطعة غاليشيا التي كانت جزءا من إمبراطورية النمسا والمجر آنذاك. وهي مقاطعة يقال بأن نساءها تمتعن بموهبة نادرة في تطويع وترويض أزواجهن. موهبة تركت أثرا لا يمحى في ذاكرة مازوخ الذي ترعرع في كنف أسرة ميسورة ذات أصول نبيلة أسبانية وأوكرانية.