التحدّث مع الذات... حالة مرضيّة أو صحّية؟
الخميس، 30 يناير 2014
التحدث مع الذات ليس مرضاً، ولكنّه وسيلة لإعادة تقبّل مواقف أخفق الشخص في أدائها أو شعر بالظلم حين كان يمرّ بها. وفي بعض الأحيان تكون بمثابة وسيلة للتحضير أو التهيؤ للتعامل مع مواقف متوقعة أي أشبه ما تكون بالتدريب. إن التحدث إلى الذات أو أمام المرآة ما هو إلا تفكير داخلي، ولكن بصوت عالٍ صادر من الإنسان، وهو أمر طبيعي بل إنه دلالة على أن هذا الشخص طبيعي. ولكن تبلغ هذه الحالة، مرحلة مرضية عندما يتحدّث الاشخاص إلى أنفسهم لفترات طويلة فى أوقات مستمرة ومختلفة، أنّه يسمع أصوات أو كلمات موجّهة إليه وهو يردّ عليها. وهنا يعدّ هذا المرض نوعا من الفصام لأنه يؤدي إلى إصابة المريض بالهلاوس السمعية، ويتعود على التحدث مع ذاته بكثرة، ما يعني الحاجة الى علاج مكثّف.
أعراض يجب ملاحظتها
إذا كان التحدّث مع الذات يتلازم مع الأعراض التالية، يجب توخّي الحذر والتنبّه الى المخاطر: اضطرابات النوم، التدهور في الشخصية، إهمال الذات، بالاضافة الى الهلاوس السمعية وما تؤديه من اضطرابات. عندها، يجب ان ان يستشير المريض الطبيب النفسي القادر على تحديد الحالة ووصف الادوية المضادة للقلق والاكتئاب عند الحاجة، لأنّ التخاطب الذاتي يكون عندها ناتجاً عن أفكار مكبوتة داخلياً نتيجة لقلق معيّن. أمّا إذا كان التحدّث مع الذات يتمّ بشكل عرضي ودون الاعراض السابقة، فهو يمكن أن يفيد في علاج التوتّر والتخفيف من الضغوطات التي يمكن ان يعيشها كلّ واحد منكم، لأنّه يساعد على طرح المشاكل بصوت مسموع ما يسمح بترتيب الافكار.