خلو البيت من الأب... أشدّ ما يعانيه الاطفال
الخميس، 16 يناير 2014
غياب الأب عن الأسرة بسبب الموت أو الهجرة أو طلاق الزوجة، له أثر كبير على الاسرة وتفككها. تؤثر التنشئة الاجتماعية في حياة الاطفال الصغار، حيث يكتسب الطفل الاتجاهات والقيم والاخلاق الموجودة عند والديه، ولذلك ما يتعلمه الطفل من والديه سيؤثر على حياته مستقبلا. وفي بعض الاحيان سيكون الطفل نسخه من والديه. فكيف يكون الطفل في غياب أبيه؟.
تأثير حضور الأب
ثمة تأثيرات عديدة لحضور الاب وعدم غيابه عن البيت. يعتبر الطفل والده مسوؤلا عن البيت وتحقيق الامن والنظم فيه ومنفذاً للقانون وهو الذي يقوم بتوفير الامور المعيشية. فالاب يمثل سر بقاء الاسرة والنور الذي تهتدي به، ولولاه لعمّت الظلمات كل أرجاء البيت. كما أنّ حضوره بين أعضاء أسرته يعتبر عاملاً لتكاملها وسببًا لدوران عجلة الاقتصاد وفق نظام معين. وبحضوره تتوزع الوظائف والمسؤوليات، ويقوم كل فرد بأداء واجباته. ولا يحق لأي شخص أن يتجاوز الحدود المرسومة له، بل يسير الجميع ضمن الاطار المخصص لهم.
والاب هو الرفيق لأطفاله والذي يشاركهم في لعبهم، فيستأنسون به. ويغتنم الطفل فرصة تواجد الاب فيشعر بالفخر والاعتزاز إلى جانبه، ويبتسم له عندما يتحدث ويكتسب منه الاعراف والتقاليد ويتعلم منه نمط العيش في الحياة بفضل تعامله مع زوجته. وتتقوّم شخصية الطفل بسبب حضور الاب وتزول جميع اضطراباته السلوكية. ويسلك الطريق المستقيم في الحياة من خلال توجيهات الاب، ويبني نفسه ويتكامل، ويشعر بالامن والامل في الحياة.
الطفل في غياب الاب
ثمة آباء لا يهتمون بموضوع الحضور المنظّم في الاسرة، فيمهدون الاجواء بعدم اهتمامهم هذا لإصابة الاولاد وباقي أفراد الاسرة بالاضطراب خلال فترة غيابهم. ولا يملك الطفل وضعاً جيداً إزاء غياب الاب، وقد يكون قاسياً جداً على الطفل أن يتحمل غياب الاب في البداية، لكنه سرعان ما يعتاد على هذا الوضع الجديد. وعندها سيفقد الاب قابلية التأثير على الولد والنفوذ إليه، وسوف يعمل الولد بما يرتئيه حتى أنه لا يكترث أحياناً بأمّه ونفوذها.
ويمكن للطفل أن يكتسب من غياب الاب تلك الدروس السيئة والمؤلمة. إذ سيحاول أن يكون حرّاً طليقاً دون أية قيود، ويلجأ إلى ممارسات لا يتوقعها الوالدان أبدًا مما سيكون لهذا السلوك نتائج سيئة على الاسرة والمجتمع.