كلّ ما يجب ان تعرفونه عن بكتيريا "الستريبتوكوك أ"
الإثنين، 22 يونيو 2015
خاص – موقع صحّتي
يمكن لبعض أنواع البكتيريا أن تثير المخاوف والقلق عند الناس حين يسمعون عن إصابة بها وقد أدّت الى حالة وفاة أو مضاعفات خطيرة، فتكون التساؤلات حول اسباب الاصابة واذا كان هناك طرق للوقاية او سبل للعلاج يمكن الإعتماد عليها لإنقاذ المريض. ومن هذه البكتيريا "الستريبتوكوك أ" (Group A Streptococci) التي ما زالت تقدّم حولها العديد من الابحاث عالمياً ويتمّ رصد حالات الإصابة بها. فما هي هذه البكتيريا؟ ومتّى تعتبر فعلاً خطيرة على الجسم؟ موقع صحّتي يقدّم لكم هذا الموضوع تحت إشراف طبيب إختصاصي في الأمراض الجرثومية لكي تحصلوا على المعلومة الدقيقة دائماً.
ما هي بكتيريا "الستريبتوكوك أ"؟
هذه البكتيريا يمكن ان تستوطن منطقة الحلق عند ٥ الى ١٥٪ من الاشخاص ولفترة غير محددة من الوقت (يمكن لاسابيع عدة) ولا تسبب اي اذى او مشاكل صحّية. إنما يمكن أن يُصاب بعض الاطفال فوق عمر الثلاث سنوات بإلتهابات في الحلق جراء النوع غير الاجتياحي منها (Non Invasive)، فترتفع درجة حرارة الجسم لديهم ويصف لهم الطبيب المختصّ انواعاً محددة من المضادات الحيوية لعلاجها والتخلص من الإلتهاب. وفي حال لم يتمّ علاج التهاب الحلق، يمكن للبكتيريا أن تسبب العديد من المشاكل الصحّية والمضاعفات مثل المشاكل في صمام القلب والمفاصل.
ولكن هناك أيضاً فئة أخرى من هذه البكتيريا وهي إجتياحية (Invasive) أي أنّها تغزو الجسم بشكل سريع، ويمكن أن تؤدي الى تتالي للإلتهابات وتصل الى الجلد، لتتحول بكتيريا "الستريبتوكوك أ" الى آكلة للحم الإنسان بسبب إفرازها لسموم خطيرة جداً. وفي هذه الحالة، يمكن للطبيب أن يصف المضادات الحيوية ولكنّها غالباً ما لا تكون نافعة لأنّ الالتهابات تتوالى ويمكن أن تصل نسبة الوفاة عندها الى ٨٠٪. والمشكلة الاكبر في هذه البكتيريا الاجتياحية أنّه لا يمكن توقعها لأنّ اعراضها تكون غير ملحوظة ولا يمكن الاعتماد فقط على إرتفاع درجة حرارة الجسم لتشخصيها. ومع توالي الالتهابات، تتدهور حالة المريض ما يمكن ان يوصل الى الوفاة أو بتر الاطراف بسبب الاصابة بالنخر (Necrosis) أي الموت المبكر لخلايا الجسم الحيّة جراء الإلتهاب.
اعرفوا المزيد عن البكتيريا العقدية الرئوية
عوامل محفزة
تماماً كما هناك أنواع عدة من بكتيريا "الستريبتوكوك أ"، فهناك ايضاً اختلافات في الجهاز المناعي لدى الاشخاص. لذا يمكن لأي شخص أن يكون معرّضاً بشكل مسبق جينياً للإصابة بالنوع الاجتياحي من البكتيريا، في وقت يحمل أشخاص آخرون البكتيريا نفسها ولا تسبّب لهم أي أعراض.
وكلّ ما يمكن فعله من الناحية الطبّية، خصوصاً في حال كانت الإصابة عند الاطفال، أن يتمّ تشخيص اسباب الحمى. فإذا كان فيروساً لا يعطى المضاد الحيوي المخصص لمكافحة البكتيريا فقط، وفي حال صعب تشخيص الحالة بين الفيروس والبكتيريا يمكن اجراء فحص دمّ. وفي حال الاصابة بالبكتيريا ومنها "الستريبتوكوك أ" يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية لمنع حصول أي مضاعفات للإلتهاب. لكن ذلك لا يشكّل حاجزاً أمام إمكانية الإصابة بالنوع الاجتياحي من البكتيريا نفسها ما يؤدي الى تدهور حالة المريض سريعاً وصولاً الى الوفاة أو بتر الاطراف بحسب الحالات المسجّلة ضمن هذا النطاق.
ونصيحة الاختصاصي في الامراض الجرثومية لكل أهل بألا يستخدموا المضادات الحيوية بطريقة عشوائية حتّى لمكافحة الفيروسات الخفيفة، فذلك يضعف الجهاز المناعي ويؤدي أن تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية ما يعني تغلّبها على الطرق الدفاعية للجسم. ويبقى طبيب الاطفال المختصّ الاكثر قدرة وامكانية لتحديد انواع الامراض التي تتطلب مضادات حيوية، ويجب الالتزام بالارشادات التي يقدّمها.
ما هو الفرق بين الفيروس والبكتيريا؟ اعرفوا الجواب عبر هذا الرابط