مشاكل نفسية شائعة خلال العزل المنزلي
الجمعة 10 أبريل 2020
متى كانت المرة الأخيرة التي قلتم فيها كلمة "صباح الخير" إلى جاركم؟ إذ يعاني ملايين المواطنين حول العالم من عزلة اجتماعية قاسية فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد، وفرض معها حجرا صحيا إلزاميا لكل السكان. وسواء كنت طالبا أو رب عائلة أو موظف، من أي عمر أو خلفية، فإن العزل عن الآخرين قد يؤثر سلبا على نفسية الأفراد.
البشر مخلوقات اجتماعية، ويمكن أن يكون لعيش نمط حياة منعزل لفترة طويلة تأثير خطير على الصحة البدنية والعقلية على حد سواء. وبذلك يقوم موقع صحتي بعرض أبرز المشاكل النفسية الشائعة التي قد تصيب الأفراد خلال العزل المنزلي.
مشاكل نفسية شائعة خلال العزل المنزلي
المشاعر غير الطبيعية نظرا للظروف
أكدت الدراسات الحديثة أن أبرز المشاكل النفسية للأفراد المعزولين في منازلهم هي: الخوف، الحزن، الأرق، الارتباك، الغضب، أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة، أعراض الاكتئاب، المزاج السيء، الضغط العصبي، الاضطراب العاطفي، والإرهاق العاطفي. ومن المحتمل أن يشعر أغلب الأشخاص الذين يقتنون المنازل لوحدهم بمشاعر الوحدة والحزن والخوف والقلق والتوتر، فيما تعتبر هذه المشاعر طبيعية جدا نظرا إلى الظروف العالمية الموجودة.
الشعور بالعزلة
تشير الدراسات العلمية إلى أنه بعد بضع ساعات فقط، يمكن للعزلة أن تؤدي إلى إدراك مشوه للوقت، ومستويات عالية من القلق، وقد تصل الأمور إلى حد الهلوسة. فيما ثبت أن الشخص الذي يلتزم منزله لوحده ويمتلك شبكة اجتماعية صغيرة مع مشاركة نادرة في الأنشطة الاجتماعية مثل التطوع أو الخدمات الدينية، قد يصل في معظم الأحيان إلى الشعور بالعزلة. يمكن ان تؤدي العزلة أيضا إلى تدهور الصحة البدنية. بحيث تظهر الدراسات أن نقص الروابط الاجتماعية يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بنسبة 50% على الأقل، بينما في بعض الحالات، يمكن للعزلة أن تزيد من خطر الوفاة بنحو 90%.
التدهور المعرفي
تشير نتائج دراسات أجريت للسجناء المحتجزين في الحبس الانفرادي، إلى أن عدم الاتصال البشري يمكن أن يؤدي إلى انهيار معرفي. وبالتالي قد يؤدي العزل المنزلي أيضا إلى التدهور المعرفي، ازدياد الكآبة، ارتفاع العصبية، والشعور بالهلوسة خصوصا عند الأشخاص الذين يقطنون بمفردهم.
من المشاكل النفسية الشائعة خلال العزل المنزلي إمكان تعرقل أداء الوظائف اليومية، مثل أنماط النوم والقدرة على التركيز والتأثير على التفكير المنطقي واللفظي. كما تم ربط العزل المنزلي بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، والاستجابة المناعية المفرطة.
عواقب طويلة الأمد
في سياق متصل، أشارت الدراسات إلى وجود أدلة على أنه قد تكون هناك عواقب طويلة المدى قد تصل إلى ثلاث سنوات بعد انتهاء الحجر الصحي، مثل الاعتماد على المواد المطهرة وإدمان الكحول وارتفاع نسب السمنة الزائدة.