لا علاج لشلل الأطفال والوقاية ضرورية
الخميس، 23 أبريل 2015
إن شلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. كيف ينتقل هذا المرض وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟.
الأسباب والأعراض
يدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء. وتتمثّل أعراض المرض الأوّلية بالحمى، والتعب، والصّداع، والتقيّؤ، وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل ٢٠٠ حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال يصيب الساقين عادة، كما يلاقي ما يراوح بين ٥ و١٠٪ من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسيّة عن أداء وظائفها.
الوقاية من شلل الأطفال
إن أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض تشمل الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى. حتى اليوم لا يوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق اللقاح الذي يعطى على دفعات عديدة يمكن أن تقي الطفل من شر المرض مدى الحياة.
المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال
في العام ١٩٨٨، اتخذت جمعيّة الصحة العالمية الحادية والأربعون قراراً باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم. وقد أدّى ذلك إلى إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، في رعاية كل من الحكومات الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز الولايات المتحدة الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسيف، وبدعم من شركاء رئيسيين، ومنهم مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وجاء إطلاق المبادرة عقب الإشهاد الرسمي على استئصال الجدري في العام ١٩٨٠، والتقدم المحرز خلال الثمانينات صوب التخلّص من فيروس شلل الأطفال في الأمريكتين، والتزام منظمة الروتاري الدولية بحشد ما يلزم من أموال لحماية جميع الأطفال من هذا المرض.
وقد شهد إجمالاً عدد الحالات المرضية انخفاضاً بنسبة تفوق ٩٩٪ منذ إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. وفي العام ٢٠١٣ لم يعد المرض يتوطن إلاّ ثلاثة بلدان في العالم، ألا وهي: نيجيريا وباكستان وأفغانستان. وجرى في العام ١٩٩٤ الإشهاد رسمياً على خلوّ إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة من شلل الأطفال، وتبعه إقليم غرب المحيط الهادئ في العام ٢٠٠٠، ثمّ إقليم المنظمة الأوروبي في حزيران/يونيو ٢٠٠٢. وتكللّ بالنجاح منذ العام ١٩٩٩ وقف سراية النوع ٢ من فيروس شلل الأطفال البري ذي الأنواع الثلاثة.
ويزيد اليوم عن ١٠ ملايين طفل عدد الذين يمشون على أرجلهم ممّن كانوا سيُنكبون بالشلل بخلاف ذلك. وبفضل إعطاء الفيتامين أ بشكل منهجي أثناء الإضطلاع بأنشطة تمنيع الأطفال ضد الشلل، تمّ تلافي وفيات قُدِّر عددها بأكثر من ١.٥ مليون وفاة.