الطفل المتنمّر... هل هو بطبعه عدائي أو إنه ضحية الأخطاء التربوية؟
الثلاثاء، 14 يناير 2020
يعاني العديد من الأطفال من مشكلة التعرّض إلى التنمّر إن كان في المدرسة أو في المنزل أو المحيط الإجتماعي. ولكن هناك أيضاً بعض الأطفال الذين يمارسون التنمّر ضد أقرانهم أو زملائهم في المدرسة أو ضد إخوتهم. فما هو التنمّر، ولماذا يُعتبر تصرفاً عدوانياً؟
ما هو التنمّر؟
هو من المشكلات التي تنتشر بشكل كبير في المدارس بين التلامذة، وهو شكل من الإساءة والمضايقات المتكررة والمتعمَّدة يقوم بها بعض التلامذة تجاه آخرين يكونون أضعف منهم من الناحية الجسدية والمعنوية. ويمكن أن يتضمّ، التنمر تعنيفاً لفظياً أو جسدياً، أو حتى تهديدات مباشرة للضحية.
يُعتبر التنمّر إذاً سلوكاً يقوم على الإستقواء، وبالطبع هو سلوك عدواني، يسيء إلى الضحية من الناحية الصحية والنفسية، فبحسب الدراسات الحديثة، إن الأشخاص الذين يتعرضون للتنمّر في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل مثل مشاكل القلب، كما أنهم من الممكن أن يعانوا من مشاكل وعقد نفسية ترافقهم طوال حياتهم، وفي بعض الحالات قد يؤدي التنمّر إلى الإنعزالية والانطواء عند الطفل، كما ومن الممكن أن نسمع عن أطفال يعانون من الأفكار الإنتحارية أو حتى الذين يحاولون إنهاء حياتهم نتيجة تعرّضهم إلى التنمّر في المدرسة أو التنمّر الإلكتروني.
لماذا يصبح الطفل متنمّراً؟
إلى جانب الضحية التي تتعرّض للتنمّر، يجب أيضاً أن نطرح السؤال حول الطفل المتنمِّر، ما الذي يدفع به إلى ممارسات هذا السلوك العدواني تجاه أقرانه، وهل هو أيضاً ضحية التربية الخاطئة والمشاكل الإجتماعية والأسرية؟
يربط الخبراء بين سلوك الأطفال العدواني هذا تجاه زملائهم بمشاكل نفسية يعانون منها، مثل قلة الثقة بالنفس التي تدفعهم إلى إثبات قوتهم من خلال استضعاف الأشخاص الآخرين الذي لا يمكنهم أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذه الطريقة في الاعتداء على الأطفال الضعفاء تمنحهم الشعور بالانتصار والقوة. وهذا غالباً ما يكون نتيجة أساليب خاطئة في التربية، أو نشوء هذا الطفل في أسرة تسودها الأجواء المشحونة بالمشاكل والمشاجرات والتعنيف اللفظي والجسدي. أو إذا كان الطفل يتعرّض بدوره إلى التنمّر من قبل والديه أو الأشخاص المقرّبين منه، فمن الممكن أن يمارس هذه السلوكيات تجاه الأضعف منه لتعويض الشعور بالنقص وقلة الثقة بالنفس التي يعاني منها.
التعامل مع الطفل المتنمّر
في المرحلة الأولى يجب أن يبحث الأهل أو الأشخاص المعنيون بالاهتمام بهذا الطفل عن السبب الذي يجعله يتصرف بعدوانية ويمارس التنمّر تجاه الأطفال الآخرين.
بعد ذلك يمكن للأهل أن يجدوا الحلول المناسبة لهذه المشكلة بمساعدة الأخصائي النفسي، الذي من شأنه أن يقدم لهم النصائح والتوجيهات التي ستساعدهم في مهمة ثني الطفل عن هذه التصرفات لحمايته وعلاجه أولاً، وحماية الأطفال الآخرين من هذه المشكلة التي يمكن أن تكون عواقبها وخيمة كما ذكرنا سابقاً.
المزيد حول تربية الأطفال في ما يلي:
كيف يمكن علاج السعال عند الأطفال؟
إذا كان طفلكم كثير الحركة...إليكم ما يجب ان تعرفوه!
6 حلول للتعامل مع الطفل كثير الحركة