ما الذي يشير إلى تفكير المراهق بالانتحار؟
الإثنين 16 ديسمبر 2019
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن حالات الإنتحار تزداد يوماً بعد يوم في صفوف المراهقين، وتؤكد بعض التقارير أن أعداد الشباب الذين يفكرون بالإنتحار أو الذين يحاولون الإنتحار ليست بقليلة، وهذه المشكلة يمكن أن تكون موجودة في أي منزل، لذلك على الأهل أن يكونوا متنبّهين إلى العلامات التي من شأنها أن تشير إلى أن ابنهم المراهق يفكر بإنهاء حياته.
وفي ما يلي نتناول وإياكم موضوع أسباب الأفكار الإنتحارية لذى المراهقين والعلامات التي يجب على الأهل الإنتباه لها ضمن هذا الإطار.
أسباب الأفكار الإنتحارية: تطغى على المراهقة الكثير من الضغوطات والأزمات والتحديات فهو يحاول العبور من الطفولة إلى الشباب، ويكون في وسط عاصفة اكتشاف الذات والجسد والمجتمع والتقاليد، يكوّن أفكاره الخاصة، يقود ثورة ضد السلطة ويسعى إلى الإستقلال بقراراته. كما وقد يتعرّض المراهق إلى التنمّر الإلكتروني إلى جانب التنمّر في المدرسة أو في الوسط العائلي، وهذه المشكلة إذا لم يتم اكتشافها والتعامل معها بسرعة فائقة، فإنها يمكن أن تكون سبباً رئيسياً للأفكار الإنتحارية عند المراهقين.
التعبير عن الرغبة بالانتحار: قد يتلفّظ المراهق بعبارات مثل "لست سعيداً في هذه الحياة" أو "لن أشكل لكم مشكلة بعد اليوم" أو "سأقتل نفسي" أو غير ذلك من الكلمات التي يمكن أن يعتبرها الأهل مزاحاً، ولكنها في الحقيقة يجب أن تثير قلقهم لأن المراهق يمكن أن يعني ما يقول وأن يكون هذا التصرف بمثابة إشارة إلى نيّته بالانتحار.
إيذاء النفس: نتيجة الإكتئاب والحزن العميقين اللذين يشعر بهما المراهق، من الممكن أن يبدأ بممارسة بعض السلوكيات المؤذية بحق نفسه، مثل جرح نفسه أو إحداث كسر في إحدى عظامه أو أي شيء آخر ممكن أن يثير الإستغراب. والأسباب غالباً تكون متعلقة بمشاكل عائلية أو اجتماعية أو بنظرة المراهق إلى نفسه نتيجة تجارب قاسية جعلته يشعر أنه بلا قيمة وبلا انتماء، لذلك يسعى إلى جذب الإهتمام إلى نفسه من خلال هذه التصرفات.
تغيير السلوك: إذا أصبح المراهق مثلاً يمضي أوقاتاً طويلة في التفكير لوحده ويرفض الإختلاط بالأشخاص الآخرين، يمكن أن تكون الأفكار الإنتحارية تغزو ذهنه. إذا تغيّر روتين النوم أو تناول الطعام لديه أو إذا أصبح يتخلى عن ممتلكاته وأغراضه وبدا غير مكترثاً بالحياة أو إذا أصبح مزاجه متلقباً جداً ولا يعبّر أبداً عما يدور في خلده. عند ظهور أي من هذه الأعراض على الأهل التنبّه إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة بدءاً من التحدّث إلى ابنهم المراهق، وصولاً إلى طلب المساعدة الطبية والمرافقة النفسية إذا لزم الأمر.