تخيلات المراهقين الجنسية... ما أسبابها؟
الجمعة، 27 سبتمبر 2019
إن عمر المراهقة هو من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان وأكثرها تحدياً كونه يسعى إلى اكتشاف ذاته وتحديد هويته والحصول على استقلاليته وحريته، كما أنه يبدأ باستكشاف العالم من حوله بنظرة جديدة ويثور على السلطة والتقاليد التي لا تتلاقى مع أفكاره. وفي وسط أزمة المراهقة هذه، يشعر أن التخيلات وأحلام اليقظة تساعده على عيش الأمور التي يحلم بها وعلى الهروب من مشكلات التكيّف مع محيطه فيمكن اعتبارها بمثابة امتداد طبيعي لحياة المراهق.
التخيلات في المراهقة
وتشمل تخيلات المراهق أحلامه المستقبلية فيتخيّل نفسه في منصب مهم أو مديراً لشركة أو زعيماً أو فناناً عظيماً، وذلك بحسب هواياته وطبعه وتربيته، كما ومن الممكن أن يزور بخياله بعض المناطق التي يحلم بالذهاب إليها. وفي الوقت عينه، يبدأ المراهق في هذه المرحلة العمرية باكتشاف جسده والشعور بالأحاسيس الجنسية نتيجة التغيرات الهرمونية التي يتعرّض لها، ورويداً رويداً يبدأ بفهم هذه الأحاسيس وبالسؤال عن الأمور الجنسية بفضول كبير.
وبما أن التخيلات هي طريقه إلى العالم الذي يحلم به، فإنه من الممكن أن يلجأ إلى التخيلات الجنسية ليشعر بالرغبة وبالأحاسيس الجنسية، كما أنه من الممكن أيضاً أن يلجأ إلى ممارسة العادة السرية بعد اكتشافه لها مستعيناً بهذه التخيلات.
هل التخيلات الجنسية خطيرة؟
إن التخيلات الجنسية هي من الأمور الطبيعية في حياة المراهق، لا تشكل أي خطر صحي أو نفسي عليه إذا كانت في الحدود العادية الطبيعية.
ولكن يحصل في بعض الأحيان أن تسيطر هذه الأحاسيس والتخيلات على تفكير المراهق مما يمنعه من التركيز على الأمور الأخرى في حياته مثل الدرس والتواصل بشكل طبيعي مع المحيط، بحيث يمكن أن يتحوّل الموضوع إلى نوع من الإدمان والهوس عند المراهق وأن يرافقه إلى مراحل متقدمة في حياته. ويتفاوت مدى اندراج المراهق في هذه التخيلات بحسب تربيته ونوعية أصدقائه والنشاطات والهوايات التي يمارسها.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تترافق هذه التخيلات مع الشعور بالذنب وبالخطيئة مما يجعل الأزمة أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، وصولاً إلى العصبية الشديدة وحالة القلق الدائم، وقد يستدعي الأمر في بعض الأحيان علاجاً أو مرافقة نفسية.
المزيد حول تربية المراهقين في هذه الروابط:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟