إبنك المراهق يميل إلى الوحدة، حاولي كسب صداقته وثقته

المراهقة هي المرحلة الإنتقالية من الطفولة إلى الشباب المبكر، تتميّز بالتغيرات الجذرية الكبيرة التي تطرأ على الشخص إن من الناحية الجسدية أو الفكرية، كما أنها تتبع البلوغ لذلك فإن التغيرات الهرمونية تلعب دوراً شديد الأهمية في هذه الفترة من عمر الإنسان.

إذا كنت أماً لشاب أو صبية في عمر المراهقة، بالتأكيد قد لاحظت أن ابنك أو ابنتك يفضلان الوحدة في بعض الأحيان على التواجد مع باقي أفراد العائلة أو مع الأصدقاء، وهذه الرغبة تتفاوت بين مراهق وآخر باختلاف الشخصيات وظروف الحياة.

في السطور التالية نتناول وإياك موضوع رغبة المراهقين بالانعزال، ونقدّم لك بعض النصائح للتعامل مع المراهق الذي يميل إلى الوحدة.

أسباب وحدة المراهقين

خلال سنوات المراهقة، ينشغل المراهق في البحث عن هويته وشخصيته الخاصة، ويفكر ملياً بمستقبله، كما أنه يشعر أنه بحاجة إلى قضاء الوقت في سماع الموسيقى المفضلة لديه والتي تعبّر عن أفكاره، أو في التواصل مع أقرانه الذين يمرون في المرحلة نفسها وتشغلهم الأمور نفسها.

لذلك من الجائز أن تشعري بأن ابنك المراهق يفضل الإبتعاد عن الأجواء العائلية ليمضي الوقت وحيداً. لأنه يشعر بأن أهله لن يستطيعوا فهم ما يشعر به هو، وبأنه مضطر لمواجهة همومه ومشاكله وحيداً. وذلك من شأنه أن يؤدي بالمراهق إلى فقدان الثقة بعائلته ومحيطه، وأن يجعله يميل نحو الوحدة أو الإنطوائية.

فهل من طريقة لمساعدته في الخروج من وحدته؟

نصائح لإخراج المراهق من وحدته

العلاقات العائلية: فبالرغم من الثورة التي يعلنها المراهق على ذويه، إلا أنه يكون بحاجة دائماً إلى الشعور بمحبتهم وتقبّلهم له وثقتهم به.

إذاً هو بحاجة إلى إحاطة عاطفية ضمن إطار العائلة، ويمكنك ووالده تأمينها له من خلال بناء علاقة صداقة معه بعيداً عن ممارسة السلطة والضغط عليه. لا نعني أنكما يجب أن تعطياه الحرية المطلقة، بل أن تتناقشا معه في أموره الخاصة، وأن تتوصلا معاً إلى الحلول.

والثقة المتبادلة هي أيضاً من أهم الركائز للعلاقات الأسرية الجيدة بين الوالدين وابنهما المراهق، كما وتعزيز ثقته بنفسه من خلال الإثناء على التصرفات الإيجابية التي يقوم بها والنجاحات التي يحرزها.

النشاطات والهوايات: إن تشجيع ابنك المراهق على ممارسة الهوايات الفنية التي يحبها أو المشاركة في النشاطات الرياضية أو الإجتماعية أو التطوّعية من شأنه أن يساعده على الإنخراط في المجتمع المحيط به، أن يبني علاقات وصداقات جديدة، وأن يلتمس معاني المشاركة والمساعدة وعمل الفريق.

وكل هذه العوامل تساعد في إخراجه من وحدته وملء حياته بأشخاص يتشاركون معه الخبرات، وفي تحفيزه على التفكير الإيجابي.

المزيد عن تحديات تربية المراهقين في ما يلي:

3 مخاوف طبيعية يعاني منها كل مراهق... لا يجب أن تثير قلقكم!

مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه

هل يسيء ابنك المراهق السلوك؟ إذاً إتبعي هذه النصائح الفعالة!