هل يمكن أن يكون هناك ايجابيات للقلق؟
الخميس، 21 ديسمبر 2017
غالباً ما يدلّ مصطلح "القلق " إلى حالة نفسية وفسيولوجية تصيب الإنسان بسبب بعض الظروف والمشاكل التي يواجهها في حياته اليومية والتي لها تأثير سلبي كبير على عناصره الإدراكية، الجسدية والسلوكية ما يؤدي إلى شعوره بعدم الارتياح والخوف أو التردد. إنما وفي الواقع، قد يرتبط القلق أيضاً بالأمور الإيجابية وتكون أهدافه ونتائجه تعود بفوائد كبيرة على الإنسان.
وقد تناول مقال تمّ نشره عام 2012 في مجلة Stress، دراسة تم إجراؤها في العام 1974 من قبل Hans Selye الباحث في جامعة McGill والتي أثبتت أن هناك نوعين مختلفين من القلق "السلبي" و"الإيجابي" أمّا الفارق بينهما هو طريقة استجابة الإنسان وتفاعله مع ظروفه.
ما هو القلق الإيجابي؟
إن القلق الإيجابي هو طريقة تفاعل الإنسان مع المشاكل والظروف الحياتية لكن بعزم على تحدّي الصعوبات والوصول إلى نتيجة مرضية. إن هذا النوع من القلق يحفّز الشخص على المواجهة وإجراء تغييرات وإصلاحات ذاتية، قد لا تؤدي إلى حلّ المشكلة أحياناً لكنها تجعله يتعايش مع واقعه ويشعر بالاقتناع والرضا الكامل على ما وصل له.
تأثير القلق الإيجابي
إن القلق الإيجابي له تأثيرات كبيرة وعديدة على الصحة النفسية والتي بدورها تنعكس على الصحة البدنية. فهو يعزّز التفكير الإيجابي ويرفع المعنويات ويقضي على التوتر وآثاره الضارّة على الجسم. كما أن القلق الإيجابي بساعد على تقوية الجهاز المناعي وإبعاد الأمراض وهو في نهاية المطاف يجعل الإنسان متأقلماً وسعيداً بالنتائج التي حقّقها خلال فترة القلق والانتظار.
إن القلق الإيجابي يشمل التمرينات والمثابرة لإنقاص الوزن والتخلص من المشاكل الصحية، التحلي بالأمل والصبر أثناء المعاناة من مرض السرطان أو أي مرض آخر، فترة التحضير للامتحانات، الوقوع في الحب، فترة التخطيط لحفل الزواج، فترة الحمل...
كيف يمكن تعزيز القلق الإيجابي؟
عند مواجهة الظروف الصعبة في الحياة، لا بدّ أن يحوّل الإنسان طاقته السلبية إلى إيجابية وذلك من خلال اتباع النصائح التالية:
النشاط البدني
إن ممارسة الرياضة أو بعض الهوايات يساعد على تحويل القلق السلبي إلى إيجابي ذلك لأن الأنشطة البدنية ترفع نسبة الدوبامين في الدماغ أي ما يعرف بهرمون السعادة. وفي ظلّ الصعوبات والمشاكل يعمل الإنسان من خلال هذه الأنشطة على التخلص من تداعيات التوتر السلبية في جسمه ورؤية الأمور بشكل إيجابي.
التحدث عن المشكلة
لتعزيز القلق الإيجابي يجب أن يتحدّث الشخص عن مشكلته، مع شخص يثق به أو حتى غريب، فهذا الامر يجعله يرى الأمور من منظار مختلف ويشعر أنه ليس وحيداً وانهم جاهزون لدعمه معنوياً أو مساعدته في التوصل إلى حلّ.
التأمل
التأمل ينطوي على استخدام العقل لإبطاء الاستجابات الفسيولوجية والانخراط في هذه الممارسة يمكن أن يعلّم الشخص كيفية استرخاء العضلات وإبطاء معدل ضربات القلب وتعزيز القلق الإيجابي. إن التأمل ينطوي على التركيز على ما يجري في هذه اللحظة، ورفع مستوى الوعي من التجربة الحالية دون اي محاولة لتغيير الظروف. والفكرة هي تحقيق الاسترخاء من خلال عدم التفكير في ما حدث في الماضي أو القلق بشأن ما قد يحدث في المستقبل.
لقراءة المزيد عن القلق إضغطوا على الروابط التالية:
القلق من مواجهة الناس... اضطراب يحتاج لعلاج