فتاة تعاني من إضطراب في التمثيل الغذائي ينقذ حياتها دم الحبل السرّي الخاص بأخيها!
الخميس، 30 نوفمبر 2017
نيها هي اليوم فتاة تتمتّع بصحّة ممتازة بعد حصولها على زرع لدم الحبل السرّي من أخيها الاصغر في الهند.
ففي عمر السنة، كانت نيها تفوّت أهم مراحل النمو التي سيعيشها أي طفل آخر بعمرها، وهذا ما لفت إنتباه أهلها أنّ هناك إضطراب ما يجب تشخصيه. وقد تمّ تحديد المرض النادر الذي تعاني منه وهو من أمراض عديد السكاريد المخاطي (Mucopolysaccharidoses VI).
فهذا الإضطراب يرتبط بالتخزين، حيث يفتقد الجسم لإنزيمة معيّنة لتكسير الكربوهيدرات بالطريقة الصحيحة في الخلايا. والمواليد الذين يعانون من هذا الاضطراب الجيني يبدون طبيعيين في البداية، ولكن مع تراكم تضرّر الخلايا، يتراجع نموّهم بشكل ملحوظ.
ومن الاعراض الشائعة: قصر القامة، خلل التنسج العظمي، مشاكل قلبية وصعوبات في النظر. والمرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب تسوء حالتهم بشكل كبير وغالباً ما لا يجتازون النصف الثاني من عمرهم.
هذا التشخيص شكّل صدمة لعائلة نيها ولم يعلموا طريقة مدّ يد العون لابنتهم. ويقول والدها في هذا السياق: "حين وصلتنا الاخبار، توقّف العالم للحظة بالنسبة لنا. وقد التقينا بالطبيب وطلب منا زرع للخلايا الجذعية، ولكن لم نعرف إذا كان بالامكان إيجاد متبرّع".
فخلال العقد الماضي، إستطاع د. كوتزبرغ وفرقته البحثية من جامعة ديوك أن يظهروا أن إضطرابات التخزين يمكن أن تعالج من خلال نقل دم الحبل السري الذي يصحّح عملية التمثيل الغذائي عند المرضى لتوليد الانزيمات الضرورية لتنظيف الخلايا. ويكون تحسّن الأحوال العصبية للمريض لافتاً.
وبعد نقاشات عدّة وزيارات للطبيب، طلب من والدي نيها التخطيط لانجاب طفل ثانٍ الذي يمكن أن يؤمن دم الحبل السري لها، وقد كانت معرفتهم محدودة جداً في هذا المجال.
وخلال سنوات قليلة من ولادة أخيها الصغير، تمّ نقل الخلايا الجذعية من دم الحبل السري الخاص به اليها، وذلك في شهر يناير 2016 في مستشفى أبولو في الهند. وقد بدأت نيها تتعافى بشكل ملحوظ.
فقد بدأت نيها بالتكلّم بطلاقة، وهي اليوم تنمو بشكل مستمر ومستقر. ويقول والدها "نيها هي بصحّة جيدة، لقد توائمت مع الزرع، وكأنّها ولادة جديدة لابنتنا".
يمكن الاطلاع على الموضوع باللغة الانكليزية عبر هذا الرابط: