الإختصاصية في علم النفس دالا فخر الدين: الرفاه النفسي يبدأ عند تعلّم كيفية تحقيق التوازن!
الثلاثاء، 28 مارس 2017
خاص – موقع صحتي
يعيش الإنسان في حالة بحث دائمة عن الرفاه النفسي والشعور بالراحة الداخلية، لكن يمكن أن يقضي حياته دون أن يعيش هذه الحالة بسبب الضغوط التي يتعرّض لها في يومياته، وكثرة المشاكل التي تواجهه وعدم قدرته على اكتشاف الطريق للوصول لهذا الشعور. لكنّ الرفاه ليس أمراً مستحيلاً، ويمكن أن يتحقّق عبر خطوات ترشدنا اليها في هذه المقابلة مع موقع صحّتي الإختصاصية في علم النفس دالا فخر الدين من مستشفى جبل لبنان.
- كلّنا نتعرض للضغوط اليومية، فمتّى تشكل هذه الضغوط خطراً على حالتنا النفسية؟
كلّ شخص معرّض للضغوط في حياته اليومية، لكن يجب النظر الى الأمر من الناحية الكميّة وليس فقط نوعية هذه الضغوط. فكلّما زادت الكمية، يمكن أن يؤثر ذلك على الحالة النفسية للشخص. فالفرق بين الطبيعي والمرضي هي الكمية بالتأكيد.
- ما الذي يؤدي الى الإختلاف في ردّات فعلنا تجاه هذه الضغوط؟
تختلف ردّات فعل الأشخاص على الضغوط حسب البنية الأساسية التي تركز على التركيبة الجينية، فهناك أفراد يكون لديهم مقاومة للضغوط وآخرون العكس. ولكن بالطبع، فإنّ نمط الحياة يؤثر جداً أيضاً في طريقة التعامل مع الضغوط. وهنا يجب التفريق بين الضغط الناتج عن تعرّض لصدمة نفسية مثل الموت، أو الضغط الناتج عن نمط الحياة اليومية وكثرة المسؤوليات وإفتقاد التوازن.
- من ناحية الضغوط اليومية، كيف يمكن التعامل معها لكي لا تؤثر على صحّتنا النفسية؟
الكثير من الأشخاص يلجأون الى العلاج النفسي لتعلّم طريقة إدارة الضغوط والتعامل معها، خصوصاً في هذا العصر السريع والبحث الدائم عن زيادة الإنتاجية والمداخيل. فليس هناك وقت للإنسان والعلاقات الإجتماعية والتركيز على الراحة النفسية والبحث عن الذات. كما هناك ظاهرة اللجوء الى التوجهات التأملية المنتشرة جداً في الشرق الأقصى، حيث يتمّ التركيز على طريقة الوقوف، كيفية التنفس، التمتع بالأمور الصغيرة واليومية... وذلك مهمّ جداً لإدارة الضغط. فنحن نستهلك كلّ شيء يومياً وبسرعة قياسية، وذلك لا يترك لنا مجالاً للتفكير. والهدف من العلاج النفسي أن نساعد الشخص في البحث عن ذاته، وتحقيق التوازن قدر الإمكان بين العمل والنشاطات العلاقات الاجتماعية، وهذا أصعب توازن يمكن العمل عليه.
- كيف يمكن أن نتعامل مع العوامل الخارجية التي يمكن ان تؤثر سلباً على حالتنا النفسية؟
لا بدّ أن نعرف أنّ هناك دائماً عوامل خارجية مؤثرة علينا، ولكن الفرق هو في طريقة التعامل مع هذه العوامل. فعملنا كمعالجين نفسيين يتركز على تعزيز طريقة فهم هذه العوامل وإدراكها للتعامل معها بشكل أفضل. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ التوتر الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص يمكن أن يكون مرتبطاً بالطبع أو المزاج وليس فقط جرّاء تأثير عوامل خارجية، فالعوامل الجينية لها دورها أيضاً. وهنا دورنا أيضاً مساعدة هذه الفئة من الأشخاص على أن يصبحوا أقلّ توتراً ويتعاملوا بشكل أفضل مع الضغوط والعوامل الخارجية المؤثرة عليهم.