الطفل يربط الرائحة بالمشاعر التي تولّدها لديه

الطفل يربط الرائحة بالمشاعر التي تولّدها لديه

منذ ولادة الطفل، يميّز الروائح المثيرة للغثيان، و يسمح له أنفه بالتعرف على أمّه من رائحة جسدها. ومن المهمّ أن تكتشفي مراحل تطوّر حاسة الشم عند طفلك لتواكبيه في نموّه.

 

عمر اليومين

 

أظهر الباحثون أنّ الأطفال الرضّع الذين عمرهم لا يتجاوز يومين يمكنهم الرد على الروائح المختلفة بالاستجابات الفزيولوجية، كالتغييرات في معدل التنفس ومعدل ضربات القلب، والسلوكية كتغيير الحركات العامة للأيدي و الساقين، بغض النظر عن مسافة المصدر المعطر من الأنف.

 

في دراسة حديثة، تمّ وضع رضّع تقل أعمارهم عن ۱۲ ساعة تحت محفزات محايدة أي الماء المقطر، وروائح لطيفة وروائح لا تحتمل من قبل الكبار. وأظهر تحليل الصور التي التقطت لتعابير الوجه، الاشمئزاز والرفض للروائح الكريهة وردود فعل من القبول والارتياح للرائحة اللطيفة. خلافا لمعظم البالغين، رائحة عرق الجسم لا تبدو أنها تزعج الأطفال.

 

ابتداء من عشرة أيّام

 

أظهرت تجارب أخرى مؤخرا أنّ الأطفال حديثي الولادة من ۱۰ يومًا يمكنهم التعرف على رائحة الأم، وخصوصًا على مستوى رقبتها. في المقابل، يمكن للأم في وقت مبكر التعرف على رائحة طفلها وهي معصوبة العينين، فهي تدرك رائحة السترات التي يرتديها الطفل. وحسب طبيب نفسي تلعب الروائح المهدئة للأمهات في علاج صعوبات النوم لدى بعض الأطفال. يمكن للأمهات الإقدام على ارتداء منديل على صدورهم لمدة يومين، وتقديمهم لطفلهن وقت النوم بالتالي سوف يتعلم الطفل النوم في غضون ثلاثة أو أربعة أيام.

 

و الجدير بالذكر هنا أنّ الطفل لا يميز الروائح على أنها رائحة شخص أو ورد أو أي شيء أخر، ولكنه يربط الرائحة بالمشاعر التي يتعرض لها وهو يشمها. فهو في الواقع في أيامه الأولى، لن يميز أنّ هذه الرائحة هي رائحة أمه، هو فقط سيربطها إمّا بلمستها الحنونة أو بالرضاعة وطعم الحليب الحلو. مما يجعله فيما بعد يستعيد هذا المشاعر كلما اشتمها. وهذا ما يفسر العلاقة القوية التي تنشأ بسبب الرضاعة الطبيعية بين الأم و طفلها، كما أنّ رائحة الأم لدى طفلها تعد من مسكنات الألم، مما يتوجب علينا استثمارها في حال التجارب الضرورية المؤلمة للطفل، مثل المعاينة الطبية أو وخز الإبر، واللقاحات، فإنّ وجود الطفل قريب من أمه في هذه اللحظة سيخفف من الألم الذي قد ينتج عنها.

‪‪مقالات ذات صلة
‪‪إقرأ أيضاً
‪ما رأيك ؟