يُعتبر التعرّق أمرا بديهيّاً يتعرّض اليه كلّ شخص خصوصاً في فصل الصيف أو لدى قيامه بمجهود معيّن. لذا فإنّ التعرّق هو عملية طبيعيّة وصحّية ضرورية لتنظيم حرارة الجسم ومساعدته على التخلّص من الأملاح الزائدة والسموم الضارّة، لكنّها تصبح مشكلة عندما يزيد افرازها عن المعدّل الطبيعي. فمن المزعج أن تظهر البقع على قميصك تحت الابط مثلاً، أو ألاّ تستطيع مصافحة شخص التقيته لأنّ يدك مبلّلة، أو أن يحمرّ وجهك عند تعرّضك لموقف ما نظرا لزيادة تدفّق الدم في الشرايين. هذه العوارض قد تسبّب الخجل والاحراج لأصحابها فتقودهم الى التوتّر والعصبيّة الزائدة ويتعرّقون أكثر فأكثر، كما قد تؤثّر سلبا على نفسيّتهم فتؤدّي بهم الى الوحدة والانزواء. وغالباً ما يقتصر التعرّق على أجزاء معيّنة من الجسم كاليد والقدم والابط والوجه، وهو نوعان، أوّلي، تكون الافرازات فيه عالية أكثر من المعدّل المطلوب وذلك لتنظيم حرارة الجسم. وثانوي، من أسبابه داء السكّري أو خلل في عمل الغدد أو تناول أدوية معيّنة.
حلول عملية
هناك حلول عملية للتخفيف من التعرّق الزائد، ومنها الإهتمام بالأطعمة التي تؤكل، فالتوابل والمأكولات الحارّة والحامية تساعد على زيادة التعرّق، ما يعني ضرورة التخفيف منها واستبدالها بأطعمة أخرى أقلّ حرارة. كما أنّ النشاطات الرياضيّة والتمرينات الزائدة، إن كان لا بدّ منها، يستحسن أن تقوم بها في مكان مبرّد ومهوّأ. ويجب تجنّب الانفعال والتوتّر، لذا لا بدّ من القيام بالأمور البسيطة التي تهدئ الأعصاب مثل الإنطلاق باكراً الى العمل لتجنّب الزحمة. ومن ناحية الملابس، فمن المفضّل أن تكون قطنية وواسعة وذات ألوان فاتحة، كما يجب أن تكون خالية من مادّة النيلون ويتمّ غسلها بعد كلّ لبسة. وعلى صعيد القدمين، من المهمّ إنتعال حذاء مصنوع من مادة جيّدة تسمح للرجلين بالتنفّس، مع الحرص على غسلهما حوالي مرّتين في اليوم. ولكلّ من يعاني من التعرّق الزائد، ننصحه بالإستحمام بالمياه الباردة وغسل الوجه بإستمرار للتخفيف من الحقن، وبعد الحمّام يجب وضع مضاد التعرّق الذي يجب أن يكون من نوعية جيّدة، ومن المفضّل النوم على فراش تغطّيه شراشف قطنيّة. والأهمّ من ذلك كلّه تجنّب تناول النيكوتين والكافيين، أي السجائر والقهوة، لأنّها تزيد عمليّة التعرّق. إن لم تجد هذه الحلول البسيطة والسّهلة نفعاً، عليك أن تلجأ حينها الى وسائل أخرى طبيّة أكثر تطوّرا تتمثّل في حقن مادّة البوتوكس التي تخفّف من نشاط الغدد العرقيّة.
ما رأيك ؟