إنه ليس من السهل أن تكون مراهقاً..! فهذه المرحلة من الحياة، الحافلة بالتغيّرات الفيزيائية والنفسية والبيولوجية لطالما فرضت تحديات عديدة على الأشخاص الذين يمرون بها وعلى أهلهم والمحيطين بهم. فالشاب أو الفتاة في هذه المرحلة يختبر مرحلة الإنتقال من الطفولة إلى الشباب، من الخضوع لسلطة الوالدين إلى اتخاذ القرارات الخاصة، كما أنهم يبدؤون بمحاولة بناء الشخصية الناضجة وتحديد الهوية.
أسباب التوتّر في المراهقة
هذه التغيّرات الأساسية في حياة المراهق تقف وراء إحساس المراهق بالتوتّر، هذه الحالة التي تُعتبَر شائعة في هذه المرحلة العمرية ولها أسباب عديدة:
التحصيل الدراسي: يشعر المراهقون بالكثير من التوتّر بسبب الحاجة إلى التكيّف مع التغيّرات التي تطرأ على دروسهم في هذه الفترة، فهم اليوم لا يتلقّون المساعدة بنفس المعدل الذي تعوّدوا عليه في الطفولة، كما أن الواجبات المدرسية والأبحاث الإضافية والإختبارات المدرسية أصبحت أكثر نضجاً وصعوبة. فإذا كان هذا التوتر حافزاً لتقدّمه المدرسي يكون ذلك مفيداً، ولكن يجب الحذر من تحوّله إلى سبب لإهمال التحصيل العلمي أو لصراع إضافي مع الأهل.
التغيّرات الجسدية والعلاقات العاطفية: يشعر المراهق أن جسده يتغيّر في هذه المرحلة، وأنه بدأ يشعر بانجذاب نحو الجنس الآخر، ولكنه لم يفهم بعد ما الذي يشعر به ولم يتعلم كيف يمكن أن يتعامل مع هذه التغيّرات، كما أن مشاعره تكون جيّاشة وهو لا يعرف سبيلاً للتعبير عن نفسه بالشكل الصحيح.
الظروف العائلية والصعوبات المادية: ممكن لأجواء المنزل إذا كانت مشحونة بالتوتّر أن تنقل هذا الإحساس إلى المراهق. كما أن الصعوبات المادية إذا وجدت تخلق له همّاً إضافياً، لأنها ممكن أن تخلق له تحديات إجتماعية على صعيد العلاقات الإجتماعية والصداقات.
الأحداث الحزينة الصادمة: مثل مرض أو فقدان أحد أفراد العائلة أو المقرّبن إليه. ليس من السهل على المراهق أن يتخطى هذه الأحداث بسهولة وذلك لحساسيته المفرطة، وهي تفرض عليه المزيد من التوتر والتساؤلات حول معنى الحياة والوجود.
الأخطاء التربوية: في بعض الأحيان يخلق الأهل جواً من المنافسة أو المقارنة بين أبنائهم، أو بين ابنهم المراهق وأحد أصدقائه. هذه المقارنة من شأنها أن تضعف ثقة المراهق بنفسه وأن تفرض عليه المزيد من الضغط والتوتّر ليكون في المرتبة الأولى بنظر أهله، وأن يكون كما يتمنون بغض النظر إذا كانت نظرتهم المستقبلية بالنسبة إليه مطابقة لطموحه أو لا.
عدم القدرة على إدارة الوقت: بين أفتكالية الكلية على الأهل في عمر الطفولة وتحمّل المسؤولية في عمر المراهقة يكون المراهق لم يتعلم بعد فن إدارة الوقت واستثماره بشكل جيد، لذلك فإن إيجاد الوقت اللازم لإنجاز كل ما هو مطلوب منه يشكل ضغطاً إضافياً عليه ويشعره بالمزيد من التوتّر.
المزيد عن مشاكل مرحلة المراهقة في ما يلي:
مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه
ما رأيك ؟