لهذه الأسباب يتعمّد بعض المراهقين إيذاء أنفسهم

إن ظروف الحياة الصعبة والضغوط الإجتماعية وغيرها من الأسباب والدوافع قد تؤدي ببعض الأشخاص وبشكل خاص المراهقين إلى القيام بتصرفات مؤذية لذواتهم، ممكن أن تتخذ عدة أشكال وتكون بدرجات مختلفة بين شخص وآخر. فما هي أسباب إيذاء المراهقين لذواتهم، وهل من علاج لهذه الحالة النفسية؟

 

أسباب وأشكال إيذاء النفس

 

يخضع بعض المراهقين إلى ضغوطات نفسية وحياتية تتعدى قدراتهم على التحمل والاستيعاب، كما وتأتي بعض الخبرات الصعبة لتزيد من حالتهم النفسية الصعبة. ونتيجة لاجتماع هذه الظروف، وتعبيراً عن الغضب وفي محاولة للتأقلم مع ما يحيط بهم، يمارس بعضهم تصرفات عدوانية تجاه أنفسهم، فيشرعون إلى إيذاء أجسادهم إعتقاداً منهم أن هذه الطريقة قد تساعدهم على التخفيف من الضغوط.

 

هذا الإتجاه الذي يسلكه المراهقون بشكل خاص، يتحوّل في حالات عديدة إلى إدمان، فيفقدون السيطرة على أنفسهم في هذا الإطار، ويتحوّلون إلى طرق أكثر إيذاءً. فتبدأ الأعراض مثلاً بضرب الحائط بقبضة اليد، وتمر بأعراض جرح اليدين أو مناطق مختلفة من الجسد، وصولاً إلى منع الكسور أو الجروح من الشفاء بطريقة متعمَّدة. ممكن أن تكون هذه الممارسات أيضاً على شكل حروق بالمكواة أو إطفاء السيجارة في الجلد، وغير ذلك من أشكال الإيذاء الذاتي التي لا تسبب الموت.

 

وبرأي الخبراء، إن هذا التصرف ربما ينتج عن تجارب مريرة قد مرت في حياة المراهقين، أو عن إحساسهم بالرفض وعدم الإنتماء العائلي أو الإجتماعي، أو حتى من الممكن أن يكونوا قد تعرضوا إلى تجارب أفقدتهم الثقة بنفسهم، والشعور بقيمة ذواتهم، بل بالعكس جعلتهم يشعرون بأن لا قيمة لهم وبأنهم لا يستحقون الحياة.

 

وإيذاء النفس ينطلق في الكثير من الأحيان من هذه الفكرة، وصولاً إلى الحقد على النفس وعلى الآخرين، كما أنه من الممكن أن يكون أداة يستعملها المراهقون لجذب الإنتباه والاهتمام والحب عندما يشعرون أنهم مرفوضون.   

 

العلاجات

 

إن علاج هذا النوع من السلوكيات يتم على يد الإختصاصيين النفسيين في العيادات المتخصصة بالمشاكل النفسية التي تصيب الأطفال والمراهقين، ويكون عادة على شكل دورات علاجية داخل المراكز.

 

يتطلب العلاج الكلي مدة يمكن أن تصل إلى سنتين، ولكن الأعراض تبدأ بالزوال بعد نحو شهرين من بدء العلاج. وفي هذه المراكز يتم تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التعامل مع المشاكل بطرق أكثر فعالية وأقل إيذاءً، كما يعمل المتخصصون على إعادة اعتبار المراهق لنفسه، وثقته بذاته وبالمجتمع والعائلة والأشخاص الذين يحبونه، وتتضمّن خطة العلاج برنامجاً للعلاج الدواءي، السلوكي، الأسري والنفسي.

 

إقرئي المزيد حول الإضطرابات النفسية عند المراهقين:

 

6 أسباب تسبب التوتّر للمراهقين... فاعملوا على معالجتها

مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه

3 مخاوف طبيعية يعاني منها كل مراهق... لا يجب أن تثير قلقكم!