تعد المراهقة من أدق وأصعب الفترات والمراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، وهي جسر عبور من مرحلة الطفولة إلى الرشد، ومرحلة يرغب فيها المراهق إثبات ذاته ونضجه والتحرر من القيود الأسرية والاجتماعية ما يولد خلافات بينه وبين أسرته ومحيطه. كما تلعب التغيرات الفسيولوجية والجسدية والعقلية والانفعالية التي يمر بها دورا بارزا في نشوء صراعات داخلية وخارجية عنده، وفي عصر الانفتاح العلمي والثقافي والاجتماعي والتطور الالكتروني، تنشأ حاجة ملحة لتحصين المراهق ليكون قادرا على تجاوز الاضطرابات والمشاكل التي تواجهه.
فالمراهقة هي مرحلة تعزز مشاعر الخصوصية لدى الأولاد، حيث يباشرون فيها بتقرير مصيرهم في أمور يعتبرونها تخصهم وحدهم، ومنها ما له علاقة بحياتهم العاطفية ومنها ما هو مرتبط بيومياتهم المدرسية. وكل مراهق يعمد الى إخفاء بعض الأمور عن أهله، وفي هذا الإطار اليكم أبرز بعض الأسرار التي يخفيها الأولاد عن أهاليهم في سن المراهقة.
العلاقات العاطفية من أبرز الأشياء التي يخفيها المراهق
يتحفظ المراهق عن حياته العاطفية لأنه يعتبرها أمرا جديدا يطرأ على حياته، وأحيانا يخاف من ردة فعل أهله حيال الموضوع خصوصا أن العديد منهم ينظرون الى مفهوم حب الولد في سن المراهقة كباب سلبي يشغله عن دراسته أو يهدد استقراره الحياتي. لكن، وعلى العكس من ذلك، إن الحب يغني قلب ابنهم وحياته ويجعله يختبر معنى السعادة المعنوية. لكن المهم على الأهل في هذا الإطار مراقبة تفاصيل علاقة ابنهم العاطفية والتأكد من خلوها من التفاصيل المريبة.
المراهق يتحفظ عن البوح بمشاكله الشخصية
لا يحبذ المراهق أن يتدخل الأهال بمشاكله الشخصية بل يفضل حلها بنفسه. فالمراهقين يعتقدون أن دخول الوالدين في تفاصيل مشاكلهم تقلل من صورتهم المعنوية وتضعف هيبتهم التي يحرصون على أن تبنى على أساس الشجاعة والثقة بالنفس. والمشكلة تكمن هنا في الأهل الذين لا يتقبلون فكرة وقوع ابنهم في مشكلة أو يعيرونه بضعف ما يعتريه، أو ربما يعيشون في اطار جو عائلي غير مستقر، وبالتالي ذلك يحض الولد على البوح بمشاكله، وهنا يجب على الأهل وبكل بساطة التخلص من العقلية المتزمتة وتفهم المراهق مع منحه قدرا من المسؤولية.
ما رأيك ؟