المراهقة هي مرحلة الإنتقال من الطفولة إلى الشباب، يكون فيها الشاب في حالة حيرة من أمره فهو لم يعد طفلاً ولكنه أيضاً لم يصبح ناضجاً، يبحث عن هويته الخاصة، يحاول بناء شخصيته، يسعى إلى التحرر من سلطة الأهل ولكنه في الوقت عينه بحاجة إلى الإستقرار العائلي والمنزلي.
تحدّيات المراهقة
هذه الفترة من حياتك ابنك المراهق يطغى عليها التفكير بالمستقبل، الحلم بتحقيق الطموحات والخوف من الصعوبات والتحديات وضغوطات المجتمع. في هذه المرحلة، يكتشف ابنك أشياء تفرحه وأخرى تحزنه، يشعر بالتغيرات الجذرية التي تسود جسده ومشاعره ورغباته. باختصار، المراهقة هي مرحلة التخبطات والتغيرات الأساسية، لذلك من الممكن أن يصاب بعض المراهقين بحالة من الإحباط، نستعرض وإياك أسبابها وأعراضها في السطور التالية؟
أسباب الإكتئاب
من أبرز الأسباب التي تدفع بالمراهق إلى الإكتئاب شعوره بأنه لا يمتلك الجهوزية بعد لتحقيق أحلامه، إن من الناحية المادية أو الجسدية أو من ناحية الخبرة والمعرفة، كما أنه لا يملك القدرة بعد على اتخاذ القرارات المهمة، وهو في الوقت نفسه يرفض سلطة الأهل والمدرّسين والأشخاص البالغين.
وأيضاً، هناك بعض الأخطاء التربوية التي تجعل المراهق يشعر بالاكتئاب، ففي بعض الأحيان تكون نظرة الأهل والمحيك إليه محبِطة، ويقوم الأهل بانتقاده ولومه بشكل دائم ومقارنته بأشقائه أو بأقرانه بطريقة مؤذية مما يوسع الهوة بينه وبينهم ويزيد من اكتئابه.
ما هي الأعراض؟
تختلف أعراض الإكتئاب وحدّتها بين مراهق وآخر، فتطال سلوكه وطرق تعاطيه مع محيطه والتعبير عن مشاعره وعن حزنه، وهذه أبرزها:
- فقدان الثقة بالنفس والنظرة الدونية إلى الذات. - التركيز على الفشل والنظرة السلبية نحو المستقبل وأفكار إنتحارية.
- التعبير عن الشعور باليأس والفراغ والملل، وفقدان الاهتمام بالنشاطات والهوايات التي كان يحبّها، وعدم الإهتمام بالمظهر الخارجي.
- ترى المراهق المكتئب غير قادر على التفكير والتركيز واتخاذ القرارات، كما أنه يكون غير قادر على التعبير عن أفكاره بشكل واضح، وكل هذه العوامل تؤدي إلى التراجع في الأداء المدرسي والتحصيل العلمي.
- سريع الغضب، دائم الحزن، لا يضحك أو يبتسم إلا نادراً جداً، كما من الممكن أن تحدث له نوبات مفاجئة من البكاء من دون أي سبب واضح.
- الانطواء وعدم الاهتمام برفقة العائلة أو الأصدقاء أو الأشخاص المقربين له هو أيضاً من مظاهر الاكتئاب عند المراهق.
كيف تساعدينه؟
أولاً من الضروري أن تبني معه علاقة صداقة مبنية على الحوار وبعيدة عن مبدأ السلطة والقصاص.
من الضروري أن تظهري له حنانك وأن تحتوي نوبات غضبه وبكائه وحزنه وأن تحاولي تشجيعه على التعبير عما يدور في ذهنه وعلى إخبارك عن أسباب حزنه، ولكن ذلك بالطبع يجب أن يكون بطريقة ودية بعيداً عن معارضة تصرفاته.
إضافة إلى ذلك، فإن التشجيع على التعبير بحرية عن أفكاره وأحلامه وطموحاته يساعد في التخفيف من التوتّر والقلق، إضافة إلى ذلك إحرصي على تشجيعه على المشاركة في النشاطات الفنية أو الرياضية أو الثقافية أو الإجتماعية التطوّعية التي من شأنها أن تعطيه فرحاً وسلاماً داخلياً.
إقرئي المزيد حول تحديات تربية المراهقين:
مراهق سيء السلوك... لا تطردوه من المنزل بل صادقوه
ما رأيك ؟