كلنا على علم أن مرحلة المراهقة معروفة بالميل نحو التحرر من سلطة الأهل والاستقلالية وفي بعض الأحيان الجموح. هذه السلوكيات والميول لدى المراهق من الممكن أن تثير ثورة من الغضب في نفس والديه مما يجعلهم يقسون عليه بشكل كبير وصولاً في بعض الأحيان إلى طرده من المنزل. فما هي النتائج التي من الممكن أن تترتب على هذه الخطوة، وما هي مخاطرها؟
لماذا يطرد الآباء أولادهم المراهقين من المنزل؟
يميل الشاب في عمر المراهقة كما ذكرنا آنفاً إلى التحرر الكلي عن الأهل بما يخص قراراته وسلوكياته واختيار أصدقائه، كما أنه يطالب بحقوقه بالخروج والعودة في الوقت الذي يريد من المنزل، ومن الممكن أحياناً أن يكتشف الأهل أن ابنهم المراهق يسلك في اتجاه غير سوي كرفقة أصدقاء السوء والخروج في الليل والذهاب إلى الأماكن التي تسيء إلى أخلاقهم وسلوكهم، وفي بعض الأحيان، يستشيط الأهل غضباً بمجرد أن يقوم ابنهم المراهق بتصرّف لا يعجبهم أو أن يكون أداؤه الدراسي ليس كما يتمنّون.
هذه الأسباب منفردة أو مجتمعة من شأنها أن تشعل نار الحرب بين الوالدين والمراهق، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى طرد المراهق من المنزل بحجّة أنه يسيء بتصرفاته إلى العائلة وإلى المنزل الذي نشأ فيه.
ما لا يعرفه الأهل..!
في حال جموح الإبن المراهق وسلوكه السيء، ما لا يدركه الأهل هو أنهم من أوصله إلى هذه الحالة بسبب الأسلوب التربوي الخاطء الذي اعتمدوه معه منذ الطفولة، ومن الممكن أن يكون هذا الأسلوب قائم على القسوة المفرطة أو على الدلال المفرط، حتى وصل ابنهم إلى هذه المرحلة ثائراً على سلطتهم التي تقيّده، أو غير عابئ بآرائهم، لا يتقبّل أن يرفضوا له طلباً، وفي الحالتين تقع المشاكل بين الوالدين "المتسلّطين" من جهة وابنهما المراهق "الطامح إلى الحرية" من جهة أخرى.
وما لا يدركه الوالدان أيضاً هو أنهما بمجرّد طرد المراهق من المنزل، هما يعرّضانه إلى الجموح والانحراف بشكل أكبر، يدفعانه إلى رفاق السوء الذين هم في أصل المشكلة والذين سيرحّبون به ويحرّضونه على عدم العودة إلى المنزل العائلي، وسيشركونه بشكل أكبر في "نشاطاتهم" التي كان الوالدان يعترضان عليها. هذا فضلاً عن المشاكل النفسية التي سيتعرّض لها المراهق في هذه الحالة كإضاعة الهوية الصحيحة، عدم الإستقرار، فقدان التوازن النفسي والعاطفي اللذين من المفترض أن يحصل عليهما في كنف العائلة مما يجعل منه أكثر غضباً وثورة تجاه المجتمع.
لذلك، ننصحكم أن توسّعوا آفاقكم لاحتواء ثورة أبنائكم المراهقين، ونقترح عليكم البدء ببناء علاقة صداقة وثقة وحب متبادلة بينكم وبين أطفالكم اليوم - مراهقي الغد، لأنكم غذاً ستحصدون ما تزرعونه اليوم.
إقرئي المزيد حول تحدّيات مرحلة المراهقة:
3 مخاوف طبيعية يعاني منها كل مراهق... لا يجب أن تثير قلقكم!
ما رأيك ؟