المراهقة هي مرحلة الثورة، مرحلة يبدأ خلالها الأطفال بالبحث عن هويتهم الخاصة والمطالبة بحريتهم واستقلاليتهم، كما أنهم يصابون بالدهشة في الكثير من الأحيان مع البدء باكتشاف أسرار البالغين. إذا هذه الفترة من حياة ابنك المراهق يسودها التفكير والبحث والإكتشافات المفرحة وغير المفرحة، إضافة إلى التغيّرات الجذرية التي تطرأ على جسده وأفكاره، والتقلبات الهرمونية التي تؤثر مباشرة في مزاجه وسلوكياته، لذلك من المتوقَّع أن تريه سعيداً أحياناً وكئيباً، شارد الذهن في أحيان أخرى. فكيف يمكنك أن تعرفي إن كان ابنك المراهق مصاباً بالاكتئاب، وما هي أسباب هذه الحالة؟
ما هي الأسباب؟
إن أسباب الاكتئاب عند المراهق ممكن أن تكون متعلقة بشعوره أنه غير قادر على تحقيق أهدافه نظرأً إلى أن قدراته الجسدية والعقلية لم تجهز بعد للوصول إلى طموحاته الكبيرة، كما أنه من الممكن أن يكون في الغالب مشتت الأفكار، لا يملك القدرة بعد على اتخاذ القرارات المهمة، ولذلك لأنه لم يحصّل بعد الخبرة اللازمة لذلك.
من ناحية أخرى من الممكن أن يكون لنظرة الأهل والأصدقاء والمجتمع الذي يحيط بالمراهق تأثيرات سلبية على مزاجه وعلى حالته النفسية، خاصة إذا كانت هناك أي فوارق بينه وبين أشقائه مما يدفع بالأهل إلى المقارنة بين أبنائهم وذلك يُعتبَر من أبرز الأخطاء التربوية، أو إذا كانت الفروقات بين المراهق وأقرانه متعلقة بالحالة المادية أو بالمظهر الخارجي أو بالقدرة على التحصيل العلمي، مما يجعله عرضة للسخرية أو التنمّر، وتهدم ثقته بنفسه وتضعه في حالة من الإكتئاب الشديد.
أعراض الإكتئاب عند المراهق
من الممكن أن يتسبب الاكتئاب عند المراهق إلى تغيّرات جذرية في سلوكه، مشاكل في البيت وفي المدرسة وفي المحيط الإجتماعي. تختلف حدة الأعراض بين مراهق وآخر، وهذه أبرزها:
- نوبات من البكاء من دون سبب، خاصة عند المراهقات.
- الشعور باليأس والفراغ والملل، وعدم القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل واضح.
- مظاهر الحزن الدائم وعدم الإبتسام أو الضحك.
- فقدان الثقة بالنفس والنظرة الدونية إلى الذات.
- فقدان الإهتمام بالنشاطات اليومية والهوايات التي كان يحبّها.
- العصبية السريعة والزائدة حتى أمام المشاكل البسيطة.
- عدم القدرة على التفكير والتركيز واتخاذ القرارات.
- التركيز على الفشل والنظرة السلبية نحو المستقبل وأفكار إنتحارية.
- عدم الإهتمام بالعائلة وبالأصدقاء وفقدان الرغبة بالتواصل معهم.
- الوحدة والإنطوائية وعدم الرغبة بالتواجد حتى مع أقرب المقربين.
كيف يمكن مساعدته؟
حتي تتمكني من مساعدة ابنك المراهق على الخروج من حالة الإكتئاب لا بد أن تكسبي ثقته وأن تبني معه علاقة صداقة ودية وأن تشرحي له أنك حليفته ولست تعارضينه في كل تصرفاته.
من الضروري بعد ذلك أن تشجّعيه على الإستفادة من هذه المرحلة بأن يعتبر كل التغيرات التي يمر بها إيجابية، تساعده على بناء مستقبل زاهر.
شجعيه على المشاركة في النشاطات الإجتماعية، لا سيما التطوّعية منها التي ستساعده على تنمية الشعور بالمسؤولية الإجتماعية وتخلصه من اللامبالاة التي يعاني منها.
ساعديه على التعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية من دون أن يشعر أنه دائماً تحت المراقبة، وساعديه في الوقت عينه على الإهتمام بمظهره الخارجي لمساعدته على تقوية ثقته بنفسه.
إقرئي المزيد عن تربية المراهقين:
كيف تتعاملون مع شجارات المراهقين؟
ما رأيك ؟