إبنك المراهق ثائر على السلطة الأبوية والمراقبة التي تفرضينها عليه، رافض لتوجيهاتك ومطالب دائم بحريته في ما يخص اتخاذ القرارات، الخروج من المنزل والعودة ساعة يشاء، اختيار أصدقائه والأنشطة التي يرغب بممارستها. ثائر هو على التقاليد القديمة، يعتبرها بالية لا تتلاقى مع أفكاره ومعتقداته. هذه هي حال أغلبية المراهقين، وفي أكثر الأحيان يستطيع الأهل التكيّف معها لتخطّي هذه المرحلة العمرية بسلام.
ولكن الحقيقة أن البعض يعانون خلال فترة المراهقة من الإضطرابات النفسية الحادة التي يمكن أن ترافقهم طيلة حياتهم، وأن تكون لها مضاعفات خطيرة عليهم وعلى محيطهم، وهذه المشاكل النفسية نناقشها وإياكم في السطور التالية.
حالة مستمرة من القلق والاكتئاب
تظهر عند بعض المراهقين ميول نحو الوحدة والانعزال، وذلك يمكن أن ينتج عن معاناتهم من مشكلة الخجل الاجتماعي، وهذا يكون ضمن المعقول إلا إذا تحوّل إلى نوع من الرهاب الإجتماعي والرعب من الإختلاط مع الآخرين.
وذلك غالباً ما ينتج عن التغيّرات الجذرية الهرمونية والجسدية التي يختبرها الشخص في هذه المرحلة، وتختلف حدتها بحسب نوع تربية المراهق والثقة بالنفس التي يمتلكها ومهارات التواصل وبناء العلاقات الجيدة التي بناها خلال الطفولة. في هذه الحالة يضعه الخبراء النفسيين ضمن خانة الإضطرابات النفسية التي هي بحاجة إلى المرافقة والعلاج النفسي.
الإصابة بالوسواس القهري
وهو الحاجة إلى ممارسة بعض السلوكيات المحددة بشكل متكرر ومستمر مما يشعر المراهق بالأمان، وذلك من الممكن أن يطال الاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي، أو بنظافة المكان الذي يتواجد فيه والابتعاد عن مصادر الجراثيم أو تجنّب الإختلاط بالآخرين خوفاً من التقاط أنواع العدوى المختلفة وغير ذلك من أنواع الوسوسا الذي يحرمهم من العيش بسلام وبساطة.
إضطرابات الطعام
في بعض الأحيان تصل أزمة إيجاد الهوية الخاصة والتعبير عن الذات إلى حائط مسدود عند بعض المراهقين والمراهقات، فتجدهم لا يقوون على التعبير عن ذاتهم بحرية ويلجؤون في الكثير من الأحيان إلى إشباع رغباتهم من خلال الإفراط في تناول الطعام بكل أنواعه، وبعد ذلك يشعرون بالذنب ويجبرون أنفسهم على التقيؤ للتخلص من كمية الأطعمة التي استهلكوها. هذه المشكلة، الشره العصبي أو البوليميا تضع المراهق ضمن حلقة مفرغة لا يستطيع التخلص منها إلا بمساعدة الأهل والمرافقة النفسية.
من ناحية أخرى، تصاب بعض المراهقات باضطراب رهاب تناول الطعام أو الأنوركسيا، وهو عبارة عن الإمتناع عن تناول أي نوع من الطعام خوفاً من اكتساب الوزن، وهذا المرض يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الوفاة.
المزيد عن تربية المراهقين في ما يلي:
هذه الخطوات كفيلة بتقوية شخصية المراهق!
ما رأيك ؟