أصبح من الشائع والعادي أن تري طفلك وهو يستعمل جهازاً إلكترونياً إما للعب أو للتواصل مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الإجتماعي. ولكن هل فكرت يوماً بالتأثير السلبي الذي يمكن أن تحدثه هذ المواقع على نفسية طفلك وسلوكه؟ وهل اطلعت على نتائج الدراسات الحديثة التي تناولت هذا الموضوع والتي كشفت عن خطورة إدمان الأطفال على هذا النوع من النشاط؟
مواقع التواصل الإجتماعي خطر على الأطفال
إن الإستخدام المستمر لمواقع التواصل الإجتماعي تودي بالطفل إلى حالة من الإدمان على تفقد صفحاتها، وتأخذه إلى عالم إفتراضي خاص يبعده بشكل كلي عن محيطه وعن عائلته وعن نشاطاته اليومية، فتولد لديه حالة من الإنطواء وعدم المبالاة بكل ما يحيط به غير نشاطه على صفحات شبكة الإنترنت.
وهذه الإنعزالية من شأنها أن تعرّض الطفل إلى مخاطر متنوّعة، مثل الخضوع إلى التنمّر، أو تلقي الرسائل المسيئة التي تدعوه إلى ممارسة سلوكيات مؤذية، أو التحرش والاستغلال الجنسي، وغير ذلك من الإساءات التي دفعت ببعض الأطفال حول العالم إلى الإنتحار نتيجة خضوعهم لتأثير بعض الرسائل عبر شبكة الإنترنت أو ممارسة بعض الألعاب التي تهدف إلى جعلهم ينهون حياتهم.
تأثيرها على الصحة وعلى القدرات العقلية
إن استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لا يتطلب أي مهارات عقلية، لذلك فإن الإكثار من استعمالها من شأنه أن يعوّد العقل على قلة التركيز لعدم الحاجة إلى ذلك. كما ومن ناحية أخرى، فإن التواصل من خلال الشاشة يحرم الطفل من تعلّم التقنيات الحقيقية والحسية للتواصل، مثل سماع نبرة الصوت، أو النظر في العيون بشكل مباشر والتعبير بحركات الجسد.
إضافة إلى ذلك، من الظواهر المرتبطة بالإفراط في استخدام الإنترنت من قبل الأولاد، أن هؤلاء لا يستطيعون تنمية قدراتهم اللفظية واللغوية، كما أنهم لا يستطيعون التمييز في الكثير من الأحيان بين التواصل المباشر والتواصل عبر الإنترنت إن من حيث اللغة أو الأسلوب في الكتابة أو التعبير.
ولا ننسى التأثير السلبي للجلوس الطويل في وضعيات منحنية تؤذي الأكتاف والظهر، إضافة إلى التعب الذي يسببه للنظر، وإضطرابات النوم والإجهاد الجسدي الذي تتسبب به.
سبب للاكتئاب
عندما يقوم الأطفال والمراهقون بمراقبة الأحداث الجميلة التي تطرأ على حياة الأشخاص الآخرين في سنهم، ويقارنوها مع حياتهم العادية، فإن ذلك من الممكن أن يثير في الكثير من الأحيان الشعور بالاكتئاب والحرمان لدى هؤلاء الأطفال، ويؤثر سلباً على علاقاتهم العائلية والاجتماعية.
- يشير المدرّسون إلى أنّ الأولاد والمراهقين الذين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي لا يتقيّدون بقواعد اللفظ واللغة وقد يصعب عليهم التفرقة بين التواصل في الحياة الواقعية وفي مواقع التواصل الإجتماعي. وبالتالي يفقد الأولاد مهارات الكتابة.
المزيد حول إدمان الإنترنت ومشاكله:
تنبهوا الى تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على صحتكم النفسيةّ!
إذا كنتم مدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي... هذا الموضوع مهمّ لكم!
كيف تحمي نفسك من الابتزاز الإلكتروني؟
ما رأيك ؟