هل تشعرين في بعض الأحيان أن ابنك المراهق يكذب عليك في بعض الأمور، مثل الأماكن التي يمضي فيها وقته خارج المنزل، أو الأشخاص الذين يرافقهم في هذه الأوقات؟ ليس ابنك هو المراهق الوحيد الذي يقوم بهذه التصرفات، بل أن أصدقاءه في هذه المرحلة العمرية هم أيضاً يخفون عن أهاليهم بعض الحقائق مثلما يفعل هو. فما هي الأسباب التي تدفع المراهقين إلى الكذب، وكيف يمكنك التعامل مع هذه الحالة؟
لماذا يكذب المراهقون؟
من المعروف أن المراهقين يسعون منذ عمر الثانية عشر أو الثالثة إلى الحصول على فسحة من الحرية والاستقلالية بعيداً عن تسلط أهلهم وأوامر وتوجيهاتهم بما يخص التصرفات والسلوك، لذلك وبحسب خبراء علم النفس، يبدؤون بإخفاء بعض السرار عن أهلهم، حتى يستطيعون الإثبات لمحيطهم أنهم قادرون على اتخاذ القرارات الخاصة بهم بمفردهم ومن دون تدخل الأهل.
وأيضاً يكذب المراهقون في محاولة منهم للتملق للحصول على ما يبتغون، أو المجاملة للأشخاص الأكبر منهم سناً، أو للهروب من المشاكل والقصاص، وإخفاء بعض الأخطاء التي ارتكبوها أو السلوكيات السيئة التي قاموا بها مثل تجربة الأشياء الممنوعة عليهم مثل التدخين، أو الدخول في علاقات عاطفية في هذه السن المبكرة بنظر الأهل. كما أن المراهق قد يلجأ إلى الكذب لتجميل صورته أمام أقرانه فيبالغ في وصف الإنجازات التي يقوم بها للفت الأنظار والانتباه إليه.
كيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة؟
- الخطوة الأولى هي إكتشاف الأسباب التي تدفع بالمراهق إلى الكذب، ومعالجة المشاكل التي تتعلق بالخوف من أهله أو بقلة الثقة بالنفس عنده.
- وأيضاً مطلوب من الأهل أن يكونوا مثالاً في الصدق أمام أولادهم المراهقين، وأن يشرحوا لهم أهمية قول الحقيقة لأنها المفتاح لجميع الحلول.
- التشديد على أهمية وجود الثقة المتبادلة بين المراهق ووالديه ومحيطه، وعدم قبول أعذار للكذب لأنه تصرّف ليس له أي تبرير.
- تدريب المراهق على قبول ذاته وعلى أن يكون فخوراً بنفسه من دون الحاجة إلى إثبات أي أمر للأشخاص الغريبين عنه عن طريق تزوير الحقائق.
- تشجيع المراهق على المشاركة في كل النشاطات التي يرغب بها، وتأكيد الأهل على موافقتهم على هذه النشاطات ما دامت لا تشكل أي خطر عليه أو على أي شخص من محيطه وأنها ضمن الأدبيات العامة.
المزيد عن مرحلة المراهقة في ما يلي:
هكذا تساعدين إبنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه
الحبّ في سنّ المراهقة... هل هو حقيقيّ؟
ما هي أبرز العلامات التي تدلّ على دخول مرحلة المراهقة؟
ما رأيك ؟