إن تقبّل الشكل الخارجي هو من المسائل الأكثر دقة وصعوبة في مرحلة المراهقة مع التغيرات الفيزيولوجية الكثيرة التي تطرأ على جسده، فما بالك إذا ترافقت هذه التغيرات مع التعرّض للسخرية من قبل المحيطين المقربين منهم وغير المقربين إذا كانت الفتاة بشكل خاص أو الشاب المراهق يعاني من الوزن الزائد.
مخاطر السخرية من الوزن الزائد
إن المخاطر النفسية والصحية التي يمكن لهذا النوع من السخرية أن يتسبب بها للشباب والشابات في عمر المراهقة هي أكبر مما يمكن أن نتصوّر، فما هي هذه المخاطر وكيف يمكنك أن تحمي أبناءك؟
عدم تقبّل الذات
في ظل انتشار الصور النمطية للجمال في عصرنا هذا، وبشكل خاص تلك التي تنقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى المراهقين، أصبحت نظرة المراهق إلى نفسه مرتبطة بالطول والعضلات المفتولة عند الشباب، وبقياس محيط الخصر عند الفتيات. فإذا لم يكن المراهق أو المراهقة يتمتعان بالمقاييس التي تفرضها عليهما "المعايير" المتعارف عليها فإن ذلك يضيف إلى مرحلة المراهقة المزيد من التحديات والصعوبات المتأتية من عدم تقبل المراهق لشكله الخارجي ولذاته ككل.
قلة الثقة بالنفس
السخرية من الوزن الزائد تحوّل المراهق إلى شخص غير واثق من نفسه، يتصرّف في حياته إنطلاقاً من نظرة الآخرين إليه، وهي في هذه الحالة تكون نظرة ساخرة تجعله يشعر بأنه منبوذ وغير محبوب في عائلته ومحيطه المدرسي والمجتمعي، وذلك ينتج عنه أمران، أولاً يشعر المراهق بالذنب الكبير لأنه غير قادر على إرضاء الآخرين، وثانياً يضع نفسه في قوقعة الإنطواء والانعزال عن محيطه ليحمي نفسه من تعليقاتهم الساخرة.
إضطرابات الطعام
بحسب الدراسات الحديثة، إن التنمّر الذي يطارد المراهق بسبب زيادة وزنه غالباً ما يؤدي إلى إصابته باضطرابات الطعام، مثل الشره العصبي حيث يتجه إلى استهلاك المزيد من الأطعمة ومن السكر للتخفيف من العصبية والتوتّر، وذلك بالتأكيد يجعله يكتسب المزيد من الوزن ويدخل في دائرة مفرغة.
من ناحية أخرى، ممكن لهذا النوع من التنمّر أن يؤدي إلى اضطرابات الطعام المعاكسة مثل الأنوركسيا والبوليميا، حيث يخاف المراهق من تناول الطعام، أو أنه يتقيأ عمداً الكميات الهائلة من الأطعمة التي تناولها. هذه الإضطرابات تصاحبها العديد من المخاطر الصحية ومن الممكن أن تؤدي بالشخص الذي يعاني منها إلى الوفاة.
كيف تحمي المراهق
من المهم أن يبدأ الأهل بالانتباه إلى هذه الناحية من حياة أولادهم منذ الطفولة المبكرة، فيعوّدوهم على نظام غذائي غني بكل أنواع الأطعم والعناصر التي يحتاجها جسدهم ليتمتعوا بصحة جيدة وبنية سليمة، ولكن من دون الوصول إلى السمنة، خاصة إذا كان هناك ميول عائلية من هذا النوع.
إذا كان المراهق يعاني من زيادة في الوزن، فإن ذلك يتطلب الكثير من الدعم المعنوي والمرافقة والمساعدة على تحسين النظام الغذائي والتخلي عن العادات الغذائية التي تساهم في البدانة، كما ومن المهم أن يتعلم المراهق أن يحب نفسه بكل الأشكال ويعلم أن البدانة والنحافة هما حالتان مؤقتتان قابلتان للتغيير مع الإرادة القوية.
النشاط البدني هو من الأساسيات التي يمكن للمراهق الإستفادة منها للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة ولبناء كتلة عضلية جيدة تساعده على حرق الدهون بسهولة وعدم تجمّعها، إضافة إلى ذلك فإن ممارسة الرياضة تساعده على التخفيف من التوتّر واستعادة الثقة بنفسه وتقبّل ذاته.
المزيد عن تأثير السخرية والتنمّر على المراهقين والأطفال:
التنمّر من أشكال الإيذاء المباشر... فاحموا أبناءكم المراهقين
ما رأيك ؟