يمر طلاب المرحلة الثانوية في فترة شديدة الأهمية والدقة من حياتهم، وهذه الفترة هي المراهقة المتوسطة أي المرحلة العمرية بين عمر الـ16 والـ18، وتتميّز بالحاجة إلى العناية الخاصة في التعامل مع الشباب والشابات الذين يمرون فيها، فهم لم يعودوا أطفالاً واقتربوا من شن الشباب المبكر. فما هي أبرز المشكلات التي يعانون منها، وكيف يمكن مساعدتهم لتخطيها؟
مميزات ومشاكل المراهقة المتوسطة
في هذه الفترة يكون المراهق في وسط معمعة النمو الجسدي والنفسي، هو الآن يدرك تماماً أنه لم يعد طفلاً، ولكنه لا يشعر بعد أنه قد أصبح رجلاً (أو امرأة) بكل معنى الكلمة. هذه المرحلة هي بالإجمال الفترة الزمنية التي يكون فيها المراهق في طور البحث عن هويته وعن اكتمال شخصيته، وهو في الوقت عينه بدأ يشعر أكثر بقوة جسده وزيادة نشاطه وبدأت المغمرات العاطفية تشغل باله بشدة.
من هنا، وفي وسط كل هذه التغيرات والتقلبات، من الممكن أن يعاني المراهق من المشاكل الدراسية أيضاً، فهو يرفض سلطة المدرّسين وإدارة المدرسة من جهة، ولكنه يجد نفسه مضطراً إلى الإلتزام بالقوانين والمناهج الدراسية من دون أن يرغب بذلك، ولذلك من الشائع أن تنشأ الصراعات بين طلاب المرحلة الثانوية من جهة، والمدرسين والأهل من جهة أخرى.
في بعض الأحيان تصل الأمور إلى إهمال الدروس من قبل المراهقين، والتراجع في الأداء العلمي، خاصة في حال كان المراهق من النوع الذي يخاف من الإمتحانات مثلاً، وهو يشعر أن امتحاناته المدرسية في هذه المرحلة أصبحت مصيرية، مرتبطة جداً بمستقبله وبدراسته الجامعية المقبلة عليه قريباً، أضف إلى ذلك الحيرة التي من الممكن أن يعاني منها بالنسبة إلى الإختصاص الذي سيختاره، خاصة إذا كان ذووه يفرضون عليه اختصاصاً معيناً لا يتلاقى مع طموحاته وأحلامه.
ذلك إضافة إلى انتشار بعض السلوكيات غير المرضية بين المراهقين في هذه المرحلة وتأثرهم ببعضهم البعض، وصولاً في بعض الأحيان إلى الإنحراف.
التعامل الصائب مع هذه المرحلة
في المقام الأول، يجب على الأهل أن يعرفوا أن ما وصل إليه ابنهم المراهق اليوم هو نتيجة التربية التي تلقاها على مدى السنوات الـ16 الماضية والظروف التي أحاطت به، لذلك فإن القسوة والردع بطريقة سلطوية لا ينفعان، بل ما يجدي فائدة حقيقية هو بناء علاقة صداقة وثقة بين الأهل والمراهقين، على أن يكونوا حازمين معهم ولكن بأساليب تربوية صحيحة.
النقاش هو أمر ضروري لتقريب وجهات النظر بين الأهل وأبنائهم المراهقين، على أن يكون الطرفان منفتحين ومستعدين للحوار وتبادل الأفكار للوصول إلى الحلول المناسبة والتي تحقق الأفضل لمستقبل المراهق.
من الضروري أن يشجّع الأهل إبنهم المراهق على ممارسة الهوايات التي يحبّها إن كانت رياضية أو فنية أو أي شيء يساعده في استثمار قدراته وطاقاته في الطريق الصحيح.
من المهم أيضاً أن يشعر المراهق بعاطفة والديه تجاهه فهو ما زال بحاجة إليها، على أن يكون ذلك بعيداً عن التملك والسيطرة اللذين يشعلان نار الثورة عنده.
إكتشفي المزيد حول طرق دعم المراهقين معنوياً:
كيف تعرفين أن ابنك المراهق مكتئب؟ وكيف تساعدينه؟
ما رأيك ؟