يردد الكثير من الآباء والأمهات عبارة "لا أعرف كيف أتصرف معه أو معها"، ويقصدون بهذه الكلمات إبنهم أو ابنتهم في عمر المراهقة، ويشتكون من أن ابنهم هذا ليس مبالياً بأي شيء، ولا يُظهر اهتماماً بالأمور التي يعتبرونها هم أساسية في حياته، مثل الدراسة، إتخاذ القرارات الصائبة، التخطيط للمستقبل والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
في ما يلي سوف نعدد لك بعض أسباب اللامبالاة عند المراهقين، ونقدّم لك بعض النصائح للتعامل مع المراهق اللامبالي.
أسباب اللامبالاة عند المراهقين
من المهم أن تعرفي أن الطريقة التي تنشئين بها ابنك من الطفولة وصولاً إلى المراهقة من شأنها أن تسبب عدم المبالاة عنده، ومن أهم الأسباب التربوية لهذه المشكلة نذكر لك:
- إتكالية الطفل على ذويه وقيامهم بكل الأمور التي تخصه من دون تحميله مسؤولية اي شيء.
- فرض السيطرة والسلطة بشكل تام على الولد مما يجعله يقوم برد فعل عكسي تجاه آراء أبويه، أو التساهل الزائد في التربية وعدم وجود إرشاد صحيح من قبل الأهل.
- التفريق في المعاملة بين الإخوة، مما يجعل الطفل الذي يعتبر نفسه مظلوماً لا يبالي بآراء أهله، والطفل المدلل يعتبر أن أبويه سيهتمان بكل الأمور فلا داعي لأن يقلق بشأن اي شيء.
- عدم وجود الحوار بين الأهل والطفل، ومنعه من طرح الأسئلة التي تشغل باله، ولامبالاة الأهل بالأشياء التي تقلق الطفل وتشغل تفكيره.
- عدم الثبات في الأساليب التربوية، فيعاقَب الطفل بسبب سلوك معيّن لم يكن يتلقى الملاحظات بسببه في السابق، فمزاجية الوالدين في التعامل مع الطفل تجعله يرفض التجاوب مع أسلوبهما التربوي، ويصبح لامبالياً بآرائهما في مرحلة المراهقة.
كيفية التعامل مع المراهق اللامبالي
- الحوار مع المراهق وبناء علاقات الصداقة بينه وبين الأهل هو المفتاح الأول لجعله يتجاوب مع والديه ويُظهر اهتماماً بآرائهما، وبالتالي يعيد إليه الإهتمام بأمور الدراسة والعلاقات العائلية والإجتماعية.
- التربية على تحمل المسؤوليات الصغيرة منذ الطفولة، ليعرف الطفل أنه مسؤول عن بعض الأمور التي تخصه، فيصل إلى مرحلة المراهقة حاملاً هذه الأفكار ومقتنعاً بها، وذلك من شأنه أن يخفف من ميل المراهق نحو اللامبالاة وقلة المسؤولية.
- تشجيع المراهق على المشاركة في الأعمال الإنسانية التطوّعية، فذلك من شأنه أن يحرّك مشاعره وحسّه بالمسؤولية تجاه المجتمع ويدفعه للاهتمام بالآخرين.
- الإبتعاد عن انتقاد المراهق والسخرية منه، بل مناقشته في سلوكياته وفي علاقاته المدرسية والاجتماعية، وذلك لأن الإنتقاد اللاذع أو المقارنة مع الإخوة أو الأقران هي من العوامل التي تزيد الهوة بين المرتهق ووالديه، وبتفاقم من شعوره باللامبالاة بكل ما يحيط به.
إقرئي المزيد حول الصحة النفسية للمراهقين:
مراهق متمرّد منفعل دائماً؟ هكذا تتعاملون معه
ما رأيك ؟