إن إضطراب إيذاء الذات هو اضطراب سلوكي يقوم فيه الشخص بإيذاء جسده عمدا، وغالبا ما يحدث ذلك بين المصابين بأمراض الاكتئاب والمعاقين ذهنيا والمصابين بالتوحد، أو بين بعض الأصحاء وخاصة الأطفال، ويكون المقصود منه إثارة انتباه الآخرين أو المتعة الشخصية بالإحساس بالألم.
أعراض إضطراب إيذاء الذات: الإنطواء وإنقطاع الشهية وإفراط شرب الكحول
في غالبية الأحيان يكون المصاب بمرض إيذاء الذات منطوي بشكل ملحوظ، ويتضمن جسده علامات لحروق أو قطوع وندبات. كما قد يصاب الشخص بفقدان شهية أو شره مرضي للإقبال على الطعام، مما ينتج عنه شخص شديد النحافة أو ذو سمنة مفرطة. بعض المرضى بإيذاء الذات لا يبدو عليهم أي أعراض ملحوظة، لكنها تكتشف بعد الفحص السريري والنفسي لدى الطبيب المختص، والذي يحدث بناء على مضاعفات لإيذاء الذات مثل النزيف الدموي أو الإغماءات جراء شرب السموم أو الكحول.
إن أسباب إضطراب إيذاء الذات كثيرة متعددة وتختلف حسب الفئات العمرية والعادات الإجتماعية وما ينعكس من تأثيرات على الإنسان، ومن أبرز هذه الأسباب:
الأسباب النفسية نتيجة أزمات وصدمات عاطفية
تتركز غالبية الأسباب النفسية في الحرمان العاطفي ويتجلى ذلك في الأطفال المصابين بالمرض، والذين غالبا ما يكونون في الترتيب الأوسط داخل العائلة، أو الطفل الأول بعد معرفته بحمل أمه أو كونها على وشك الوضع. وكذلك لمن يمرون بتجارب حياتية فاشلة، مثل الزيجات الفاشلة، الفصل من العمل أو الرسوب الدراسي.
وقد يحدث في بعض الأحيان تعمد الشخص إيذاء نفسه في محاولة للتحايل والحصول على رعاية طبية في مشفى أو لاكتساب عطف الزملاء والمدراء في العمل .
الأسباب العقلية سبب أساسي في إضطراب إيذاء الذات
تعود الأسباب العقلية لإصابة الشخص بأمراض عقلية - نفسية مثل انفصام الشخصية، الاضطراب السلوكي والاكتئاب.
العامل الوراثي سبب محتمل في إنتقال هذا المرض
قد يساهم العامل الوراث بشكل ما في انتقال مرض إيذاء الذات، ولكن ليس هناك دراسات طبية تؤكد هذا الارتباط .
الادمان سبب أساسي في إضطراب إيذاء الذات
تظهر علامات إيذاء الذات لدى مدمني المخدرات ومحتسي الكحول في مراحل الاحتياج لتناول المخدر أو المشروب الكحولي، وفي حالة كون الشخص غير مصاب بمرض نفسي أو عقلي، يساهم الإدمان بنسبة تزيد عن 50% من الحالات الواردة لأقسام الطوارئ ممن يعانون من حالات طبية خطيرة جراء الإصابة بإيذاء الذات .
كيف يؤذي مريض إضطراب إيذاء الذات نفسه؟
إن إضطراب إيذاء الذات ينعكس على المريض بعدة أشكال نذكر منها:
- جروح بواسطة شفرات أو سكاكين .
- قص الشعر أو حلاقته بغرض تشويه المظهر الخارجي .
- كدمات بالرأس أو كسور بالجمجمة جراء ضرب الرأس في الحائط أو الطاولة .
- ندبات باليدين والوجهين جراء استخدام الأظافر لتجريح البشرة .
- الحروق والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الخطيرة .
- الضغط على محاجر العينين ومنطقة خلف الأذن .
- قرص اليدين والساقين .
كيف نساعد مرضى إضطراب إيذاء الذات، وما هي طرق علاجهم؟
يتضمن علاج إيذاء الذات في معظمه علاج نفسي وتصحيح سلوكي يشمل:
- الفحص الطبي الشامل للوصول إلى حقيقة المرض من نفسية أم عقلية أو مجرد إدعاء.
- التعزيز التفاضلي: ويتضمن تعزيز السلوك الصحيح وتقوية الثقة بالنفس، وتشجيع المصاب على ممارسة السلوك الجيد بالمكافآت أو حرمانه من بعض الأنشطة كعقاب على السلوك الخاطئ .
- خلق المناخ المناسب: قد يرجع إيذاء الذات إلى مشكلات تخص البيئة المحيطة بالشخص، مثل زملاء العمل، أفراد الأسرة ، أو الشريك، لذا يجري الطبيب مقابلات منفردة بالأشخاص المحيطين بالمريض في محاولة تهيئة البيئة المناسبة للشفاء، وتجنبيه كل المثيرات التي من شأنها أن تدفعه لإيذاء ذاته .
- جلسات العلاج الجماعي: قد يفيد المريض الالتحاق ببرنامج تأهيلي يعتمد جلسات العلاج الجماعي، والتي تساعد بشكل كبير في إخراجه من انطوائه وتعرفه على شخصيات أخرى مصابة في طرقها للعلاج ، والوصول للأسباب الحقيقية وراء مرضه.
مشاكل عديدة يتعرض لها المراهق, اقرأوا عنها من خلال الروابط التالية:
المراهقة والبلوغ... فوارق وتكامل
ما رأيك ؟